المقالات

ما بين الفعل ورد الفعل

“لكل فعل رد فعل”.. عبارة علمية صحيحة وأهم قوانين علم الفيزياء، ولكن هل هى بمثل هذه اﻷهميه فى علم العلاقات اﻹنسانيه بين البشر؟.
العجب كل العجب علي من يقوم بالفعل ويصادر رد الفعل علي المفعول به ويقوم بفلسفة الموقف بقلب الحقائق.
ومن العجب أيضاً أن نهدر حياتنا بين كنت وكان، وننسى أونتناسى أننا لسنا بآلة، فنحن بشر جمعتنا لحظات سعيدة وأخرى مؤلمهة، نتقارب ونتباعد، نحب ونكره، ولكننا فى النهاية نتواصل على أساس إنساني وديني.. لا رياضي وعلمي.
من السنن والثوابت التي خلق الله عليها كل الخلق هي أنه – تعالى- خلق من كل شيء إثنين.. الشيء ونقيضه، وعندما قدّر الله الفعل فقد قدّر أيضاً نقيضه وهو رد الفعل، وهما من الحقائق العلمية في علم الفيزياء وعرّف أن لكل فعل رد فعل، ولاشك أن رد الفعل يتأثر بحجم الفعل من جهة، وبتقدير النتائج المستهدفة من جهة أخرى، علاوةً علي تداعيات التاريخ.
ونجاح رد الفعل في الغالب يعتمد علي المناصفة والعدالة في ظل المنهج والتنظيم والإطار الذي يتم من خلاله الصياغة لجوانبه والمعطيات التي تحدد المسار.
ومن أنجح ردود الفعل تلك التي يتم صياغتها ليس لإنهاء حالة الفعل وتداعياته فقط، وإنما لارساء حل فعلي ودائم للمشكلة التي نتج عنها ذلك الفعل في الأساس.
ومن أقل ردود الفعل نجاحاً وأقربها إلى الفشل تلك التي تركز على إنهاء المشكلة ثم نسيان الموضوع تماماً وعدم معالجته.
فى الواقع، عندما نطبق هذا القانون – “لكل فعل رد فعل”- بمنتهى الدقه العلمية فى حياتنا الاجتماعية نجد أنفسنا فى نهاية اﻷمر نتحول جميعاً الى ردود أفعال!!.
وعندما ننظر الى اﻷرض بمنظور السماء، لن نرى غير خالق اﻷرض والسماء ولن ننتظر ردود أفعال من الخلق، وفى أعيننا الخالق سنرى وجه الخالق يملأ كل الوجوه.. ستحسن إلى من أحسن إليك ﻷنك ترى الله، ستحسن إلى من لا يحسن إليك ﻷنك ترى الله، ستحسن إلى من أساء إليك ﻷنك ترى الله.
قال تعالى: “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ” (الطور: 48)، فيارب اهدني الى كل فعل لا أرى فيه غيرك أنت.

– المستشار المالي التنفيذي بشركة مطوفي حجاج “أفريقيا غير العربية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى