تختبأ في ذاكرة الزمن ، تتأملُ تفاصيل حياتها ، ومن نافذة الخيال تمطرُ أمنياتها وتتسرّب قبيلة من مفاتيح الضوء كالأحلام كالقصائد كالقوافل الراحلة في أفق القفار ، وتكتم أسرارها كما تكتم أسرار الوجود كعلامات الاستفهام المنحنية للأرض تجترّ صرختها الأولى للدنيا فتمضي ذكرياتها كعلامات التعجب الحائرة على طاولة الزمن ، وسافرتْ في خيالها دون أن تحرّك كأس القهوة الذي أمامها ، واتكأت على عصا الانتظار تشقُ ظلام الليل البعيد البعيد لا تملك إلا الكثير من الأسئلة وبصيص من نور بصيرتها الذي لا يخذلها ، وتمدّ يديها للريح ، الريحُ ذاتها أخذت أوراقها دون أن تستأذن منها أو تمنحها فرصة للرأي للتبرير لأي شيء قد يكون فيه ملاذاً صادقاً ، يسعدها صوت القطار وتسكنها لوحات الجدران الصامتة ، وتحملها تفاصيل التفاصيل التي قد لا يهتم بها الكثير ، ولكنها تنسج منها أفكاراً تشابه مذكراتها الجميلة التي تحبّها كثيراً ، لاشك بأنها تضحك على تلك التفاصيل الصغيرة في نظر الآخرين الكبيرة في نظرها ، وهذا ما يزيد تمسّكها بأفكارها وقناعاتها ، وتكتب على مذكراتها عبارتها :
” لا حياة دون حُلُم !
وكيف للحُلُم دون أمل ؟ ”
وعندما تسير في الطريق تقف لتمنح العصافير فرصة للغناء للتحليق للحرية ، وتبحث عن القطط المشردة ؛ لتعطيها شيء من الطعام ، وحين تمضي في طريقها المعتاد تستنشق الهواء وتغمض عينيها للحياة فقد ودّعت عمرها مرتين صوب غمامتين تنهمران على الدوام ورذاذ من غيث اللحظة كالموسيقى كالأناشيد كالأطفال ، تمرُّ في ذاكرتها الكثير من الصور الذهنية فقد جفّت ينابيع ذاكرتها زمناً بعدما تعبت من تلك الشخوص وهم يحرسون الأوهام والأوجاع !
غداً تعود الحياة ، وتخرج من قيودها تحلّق مع أسراب الطيور ، طفلة لاهية عابثة تحلمُ بالقمر تنثر النجوم كحبات اللؤلؤ المكنون ، وتجمعه في عقد من الألماس المطرّز بالحب والحياة والذكريات والعصافير أيضاً !
أبعد كل هذا الغياب تعود لها الحياة ؟!
فكرة أخيرة :
وأغيب في بحر السؤال ..
يجيبني .. رجع الصدى ..
والصمت يصرع صحوتي
فيضجُّ قلبي دامعاً
ملء الحناجر والمآقي
ويضجُّ بي ..
أمل الرضا والانعتاق ..
مثل اليراقة ..
أحتمي بغلالتي ..
أرنو إلى فتح العيون ..
على ربيع تجددي
من بعد موتي ..
وانبثاقي ..