المقالات

نوَّرت المدينة

فرحت المدينة المنورة عن بكرة أبيها بقدوم سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- ورعاه في أولى ليالي شهر رمضان المبارك، ومستقبلًا المهنئين بالشهر الكريم.

المدينة المنورة كان لها عظيم الاهتمام من المشاريع التنموية في شتى المجالات؛ حيث تشهد المدينة المنورة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، خطا متسارعة على مسارات التنمية، امتدادًا لمراحل التطور التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، بما يُجسد المكانة التاريخية والحضارية للمدينة المنورة، والارتقاء بالخدمات المقدمة لأهلها وزائريها الكرام.

وقد اشتملت المشروعات التنموية في المدينة المنورة التي تجري أعمال تنفيذها بدعم حكومي ينطلق من مستهدفات وبرامج رؤية المملكة 2030، مشروعات تطوير المرافق السياحية والحدائق والميادين.

ومن بينها – على سبيل المثال لا الحصر – مشروع تطوير “حديقة الوادي المبارك” المشيد على مساحة 20 ألف مترٍ مربعٍ، ويعد أحد مشروعات الخدمات والمرافق الترفيهية، ويتضمن مواقف تتسع لـ 80 سيارة، ومسارًا مخصصًا للدراجات الهوائية ومساحات خضراء، وألعابًا تفاعلية للأطفال، ويهدف المشروع إلى تعزيز جودة الحياة في حاضرة المدينة المنورة، وتوفير فرص العمل للشباب والفتيات، وتهيئة البنية التحتية في الساحات والمواقع المخصصة بما يحقق الجدوى الاقتصادية.

وعلى نفس الجدول الزمني تجرى على قدم وساق أعمال تشييد مشروع “واحدة العيون”، لتطوير المنطقة المحاذية لجبل أحد من جهته الغربية والمناطق المحيطة به، ويُمثل نموذجًا حديثًا لأنسنة المدينة المنورة ضمن سلسلة مشروعات نفذت في هذا المجال، ويهدف المشروع الذي ينفذ حاليًّا على مساحة تزيد على 11 مليون متر مربعٍ إلى استحداث محاور رئيسة للطرق العامة، وتحسين محاور الأودية، وإنشاء مسارات بطول 17.6 كلم، وتشييد مسطحات خضراء ومنتجعات سياحية ومراكز ترفيهية وتجارية، كما ضمت قائمة المشروعات مشروع “حديقة القصواء” الذي ينفذ على مساحة 110 آلاف متر مربع، ويشمل مسارًا للمشي، وساحة تفاعلية للأطفال، ومسارات للدراجات ومواقف للسيارات ومرافق خدمات.

كما تعمل أمانة المدينة المنورة على تنفيذ مشروع حديقة “الجماوات” -غرب المدينة المنورة- على مساحة 290 ألف متر مربع، بتصاميم حديثة ومساحات مفتوحة، تتضمن مشروع “بوليفارد يو ووك” الذي يعد أحد المشروعات التي تقدم الخدمات الترفيهية، ونموذجًا للأسواق التجارية المفتوحة، ويعد إحدى واجهات الترفيه الأولى في المنطقة، وينفذ على مساحة 152 ألف متر مربع، ويضم العديد من الأنشطة التجارية والمطاعم، ويوفر 1500 فرصة عمل.

القطاع السكني لم يكن غائبًا عن المشهد التطويري الذي تشهده المدينة المنورة؛ حيث خلال السنوات الأخيرة برز نشاط ملحوظ في توفير خيارات متعددة للسكن من خلال ازدهار مشروعات التطوير العقاري تحت مظلة وزارة الإسكان؛ إذ شملت عدة مشروعات قائمة وأخرى تحت الإنشاء، وفق تصاميم عصرية تهدف إلى تحسين جودة الحياة، وتوفير وحدات سكنية للمواطنين بمساحات ومواقع مختلفة.

ويُمثل مشروع “متحف وبستان الصافية” أحد أحدث المشروعات الرائدة المنفذة بطراز معماري مختلف ضمن سلسلة المشروعات التي تهدف إلى إثراء التجربة الثقافية والمعرفية للأهالي والزائرين، وقد شيد المشروع في المنطقة المركزية في الناحية الجنوبية للمسجد النبوي على مساحة 4419 مترًا مربعًا، متضمنًا ثلاثة أجزاء رئيسة، تشمل الحديقة الثقافية ومنطقة العرض المتحفي ومنطقة للخدمات التجارية والترفيهية.

ويعد مشروع “مركز القبلتين الحضاري” الذي تنفذه هيئة تطوير المدينة المنورة أحد المشروعات التي تسهم في تحقيق التنمية العمرانية والاقتصادية، من خلال إعادة تأهيل المناطق المحيطة بالمشروع ومعالجة حالات التشوه البصري، وحماية النسيج والمواقع الحضرية وتنمية الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وتعزيز القيمة التاريخية للمنطقة إلى جانب إيجاد عناصر عمرانية جاذبة في نطاق المشروع.

وتجري أعمال مشروع مركز القبلتين الحضاري على مساحة تبلغ 12 ألف مترٍ مربعٍ، وتشمل توسعة المسجد ومرافقه لتصل طاقته الاستيعابية إلى 3 آلاف مصل، وتشييد جسر مشاة بمساحة 8100 مترٍ مربعٍ؛ إضافة إلى العديد من الخدمات الملحقة بالمشروع تتضمن إنشاء مركز ثقافي على مساحة 600 مترٍ مربعٍ ومبنى للمعارض وقاعات ومنافذ بيع متعددة الأغراض.

كما تبدأ أعمال تطوير “مسجد ميقات ذي الحليفة” بالمدينة المنورة، لرفع طاقته الاستيعابية، وتحويله إلى مركز حضاري بمساحة تبلغ 210 آلاف متر مربع، ليتكامل مع التطوير العمراني للمنطقة، ويتضمن تنفيذ عددٍ من مشاريع النقل العام، وتطوير وتأهيل وادي العقيق؛ إضافة إلى تطوير منطقة الخندق التاريخية في السبعة مساجد –غرب المسجد النبوي-.

وتمثل مشروعات “رؤى المدينة” الحضارية التنموية التي تجري بوتيرة متسارعة في وسط المدينة المنورة وقلبها النابض المنطقة المركزية ومحيطها، إحدى أبرز الواجهات الحضارية العمرانية المستقبلية، من خلال تشييد منظومة فندقية وتجارية متكاملة ذات بنية تحتية عصرية، تخدم زوار المدينة المنورة المتوقع وصول عددهم إلى 23 مليون زائر سنويًّا بحلول 2030؛ إضافة إلى إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية بتطوير وتهيئة المراكز الحضارية والمتاحف.

وختامًا فهذا جزء من كل، فالمشروعات التنموية لخدمة أهالي المدينة المنورة، وسط متابعة مستمرة من أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل، بهدف الارتقاء بمستوى جودة الخدمات بما يضمن تحقيق الاستراتيجية والرؤية السعودية 2030، التي جعلت من المملكة مركزًا إقليميًا متقدمًا في شتى المجالات، متطلعين دائمًا للإمام تحت مظلة القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى