26رمضان 1438 هـ، يوم مشهود في تاريخ البلاد، إذ شهد مبايعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – باختياره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد.
وكان قرار خادم الحرمين الشريفين، واحدا من العلامات الفارقة في تاريخ المملكة، وهو ما ظهر جليا في حصوله على دعم الأغلبية الساحقة من هيئة البيعة، التي وصلت إلى 31 صوتًا من مجموع 34 صوتًا، ما يدل على ثقة القيادة والشعب في الأمير الملهم، الذي نجح في غضون سنوات قليلة في العبور بالمملكة لمسافات كبيرة، وحقق تقدما كان يحتاج لعقود طويلة، بعدما أضاء سماء المملكة بكثير من الخطط والاستراتيجيات التي توجت بـ”رؤية المملكة 2030″.
وفي خضم الاحتفال بالذكرى السابعة لمبايعة سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اختارت “مكة” الإلكترونية التركيز على بعض من الإنجازات العديدة التي تحققت على مدار السنوات الماضية، والتي أصبحت واضحة لكل ذي عينين.
*نجاح باهر في برنامج الإسكان*
حققت “رؤية 2030” التي وضع أسسها سمو ولي العهد، مستهدفاتها عبر برنامج الإسكان بأرقام غير مسبوقة وفق الحلول السكنية التي طرحها في رؤيته قبل عدة أعوام، لتساهم في رفع نسبة التملك وتوفير حلول مختلفة لتسريع تملك المسكن الأول للمواطن.
ولم تغفل رؤية ولي العهد تخفيف ضغط العبء المالي عن كاهل المواطن، حيث عملت البرامج والمبادرات المختلفة التي وفرها برنامج الإسكان على توفير قروض سكنية مدعومة وأراض مجانية وحلول سكنية تناسب فئات المجتمع المختلفة دون التأثير على دخله الرئيسي.
واهتمت رؤية ولي العهد اهتماما خاصا بالأسر الأشد حاجة عبر مبادرة الإسكان التنموي، ومنصة جود الإسكان التي وفرت عشرات الآلاف من المساكن، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية بشراكة مع القطاع الخاص.
وشهدت الفترة الماضية العمل على تغيير العديد من التشريعات والتنظيمات، تحقيقا لرؤية وتوجهات ولي العهد، لإيجاد حلول فورية وتسهيلات مبتكرة تضمن سرعة تملك المواطن لمسكنه الأول.
وخلال السنوات الأخيرة تحققت الأرقام المستهدفة التي رسمها ولي العهد ضمن أهداف برامج الإسكان، حيث قفزت نسبة تملك المواطنين لمساكنهم من 47% إلى 62% في عام ٢٠٢٠م، حسب البيانات المعلنة من قبل الهيئة العامة للإحصاء .
وفي هذا الإطار، قال سمو ولي العهد خلال لقاء تلفزيوني سابق: “الإنجازات كثيرة جداً ولكن أهم التحديات التي كانت موجودة موضوع الإسكان، حيث كان لدينا مشكلة إسكان عمرها 20 سنة لم نستطع حلها، والمواطن ينتظر أن يحصل على قرض أو دعم سكني لـ 15 عاماً تقريباً، ومستوى نسبة تملّك الإسكان ما بين 40 إلى 50 % وقبل الرؤية كانت 47 %، ورُصد للوزارة 250 مليار ريال في 2011 وفي 2015 لم يصرف منها إلا ملياران فقط ولم تستغل ولم تتمكن الوزارة من تحويل هذه المبالغ إلى مشاريع على الأرض بسبب رئيسي هو أن مركز الدولة ضعيف والوزارات متفرقة”.
وأضاف ولي العهد: “اقتربنا من أن نكسر أرقام الرؤية قبل الوصل إلى 2030 بكثير، فمثلاً الإسكان هدف الرؤية 62% وصلنا إلى 60% في 2020، و62% سنصلها في 2025، ومعنى ذلك أن هدف الرؤية تعدى من 62% إلى 70% من عدد المواطنين الذين يملكون مساكن”.
*إنجازات ملموسة لبرنامج مكافحة البطالة*
المجال الثاني الذي ركزت عليه رؤية سمو ولي العهد، كان مكافحة البطالة والتوظيف للمواطنين السعوديين، وذلك اتخذ عدة إجراءات لتعزيز مكافحة البطالة في المملكة العربية السعودية.
وشهدت الفترة الماضية العديد من التحركات والإنجازات للقضاء على البطالة بين الشباب السعودي، أبرزها: إطلاق برنامج تحقيق التوازن الوظيفي “سعودة الوظائف”، حيث تم إطلاق هذا البرنامج بهدف زيادة نسبة التوطين في القطاعات الحكومية والخاصة، وتم تحقيق تقدم كبير في توظيف السعوديين في مختلف القطاعات، وتحفيز الشركات على توظيف المواطنين السعوديين.
كما تم إطلاق برنامج حافز، الذي يهدف إلى تعزيز القدرات الاقتصادية للشباب السعودي من خلال تقديم دعم مالي للباحثين عن عمل ورواد الأعمال، كما يعمل على توفير منح وقروض للشباب السعودي لتأسيس مشاريعهم الخاصة وتحفيزهم على الابتكار والعمل الحر.
وتم التركيز أيضا على تطوير التعليم والتدريب المهني، لتعزيز الاستثمار في التعليم والتدريب المهني، لتأهيل الشباب والشابات لسوق العمل، فضلا عن تحديث المناهج التعليمية لتناسب احتياجات سوق العمل وتوفير فرص تدريبية وتعليمية متنوعة في مجالات مختلفة.
ويعتبر تشجيع ريادة الأعمال، واحدة من الخطوات التي ركزت عليها رؤية ولي العهد، من خلال تعزيز بيئة ريادة الأعمال في المملكة، عبر إنشاء صندوق الاستثمار العام وصندوق الاستثمارات العامة، بخلاف مبادرات أخرى لدعم الشركات الناشئة وتشجيع الابتكار والاستثمار.
كما تم التركيز على توفير فرص العمل في القطاعات الناشئة، وتطوير قطاعات جديدة مثل السياحة والترفيه والتقنية والابتكار، مما أدى إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي.
وركزت كافة التحركات طول السبع سنوات الماضية في مجال مكافحة البطالة، على توفير فرص العمل للشباب السعودي، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
وتكللت تلك الجهود بما أعلنت عنه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قبل أيام قليلة، من الوصول بمعدل الانخفاض في نسبة البطالة لمستوى تاريخي لم يسبق للمملكة تحقيقه وهو 7.7%..
وأوضحت الوزارة، أن هذا المعدل هو أدنى مستوى من البطالة بين السكان السعوديين يتم تحقيقه على مدار التاريخ، وسط الجهود المستمرة لتمكين وتنمية الكفاءات السعودية في قطاع العمل، وتعزيز دور الشباب الطموح في سوق العمل السعودي، تحقيقاً لمستهدف رؤية السعودية 2030.