المقالات

انتبهوا من حرامي العيد

ساعات العيد وأيامه الثلاثة لا تُقدر بثمن؛ وإذا انقضت لن تعود إلا بعد عام، فهي إشعاع متصل من السعادة والارتياح واللقاءات الممتدة بالنهار وبالليل مع الأقارب، والأصدقاء، والجيران، والزملاء، ومع كل من نحب، فالساعة البيولوجية لدى الإنسان من فرط الفرحة بالعيد تتفاعل مع الأنشطة الاجتماعية؛ فتصبح (بوش)، ولا يمكن ضبطها، ولا تستعيد مركزيتها إلا بعد عودة الموظفين إلى أعمالهم، والطلاب إلى مقاعد الدراسة، والمتقاعدين إلى ترقب الراتبين.

فكل شيء في العيد يُمثل حالةً من الفرح المتواصل خصوصًا للذين أحسنوا ودًا مع أنفسهم، ومع من حولهم، ومع أقاربهم، أما عن المنفردين بالخصومة، والتنافر، وقطيعة الرحم، والبغضاء، ولم يجيدوا تأصيل علاقاهم الأسرية، وبنائها على الود والمحبة والتقدير، فعيدهم منحصر في تجديد شكلية ملابسهم فقط، أو في ثرثرات الواتساب، وتافهات الجدال في منصة x، وليس لديهم من يُعيّد معهم، ومعظمهم مضطر لإيجاد مجموعة مختلطة من الناس؛ ليست من نسيجه الاجتماعي ليعيش معهم فرحة العيد بشكل ظاهري؛ لأن العيد الحقيقي يبدأ فعلًا من الإخوة والأخوات والأعمام، وأبناء العم، والخال والخالات الطيبات، أما من خبث فلا يكون إلا نكدًا.

ففي العيد تظهر حقيقة حجم المكون الأسري والاجتماعي الذي يمتلكه الإنسان؛ ويعيش معه مولد العيد، وأيامه، وفرحته، وحسبته الزمنية.

لذلك نصيحة شخصية مني لكل من يتبنى فكرة دعوة الاشتراك في عيد جماعي عليه أن ينظر في حجم عيد صاحب هذه الفكرة أو الدعوة ليعرفوا حقيقة صاحبها! هل عيده محدود عدديًا؟ أو ليس لديه عيد ولا يجد من يعيد معه؟ ليكتشف أهم أهداف هذه الفكرة.
فإن كان عيده جيدًا عدديًا فهي دعوة صادقة من القلب وتستحق القبول؛ أما إن كان بلا عيد؛ فاعلم أنه على قطيعة مع أقاربه، ويبحث عمن يسد بهم فراغ العيد.

وعيدكم مبارك وسعيد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى