المقالات

اصنع نفسك بوعيك

هل حاولت يوماً الجلوس مع نفسك؟
هل أخبرتَ نفسك مالذي تحتاجه وكيف تهذبها؟
جميعنا نقرأ ونفهم ونلقن من الصغر على أخلاق القران، والسنة، والنشأة الحسنة، ونكبر ويكبر الوعي، ومصادر التعلم والبحث، وفي كل مكان تجد دورات تطوير الذات، وكتب التعليم الذاتي وتطوير النفس وتنميتها، وأغلب وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث بنفس المجال، بغض النظر عن محاولة الإتجار به لدى البعض، ‏لكننا نستطيع إيجاد المعلومة بأبسط الطرق وأسهلها، وبعد كل هذا لازالت الأنفس تبحث عن مخرج و عن الطرق الإيجابية والمحاولة في فهم الذات و متطلباتها في حال أن كان هذا الشخص على قدر عالي من الوعي و الإدراك تجاه ما ينقصه، لكن يؤسفني كثيراً أن كل ما سبق قد لا يكون حلًا ولا منفذًا لما تسعى له، وخاصة بالقراءة في الكتب عن هذه المواضيع إن لم يكن ما بداخلك على استعداد تام للتغيير والتقبل.
مما نغفله (تهذيب النفس) الذي يبدأ بالصبر ولا شيء قبله، وبالصبر نستطيع مقاومة الألم والأذى ونسكت عن كل شيء لا نستطيع تغييره، فنسكت عن الأشياء التي لا تعنينا، ونمضي بسلام الآمنين ونفوز بشجاعة الصمت عند المقدرة على الأذية،
‏ولذلك كان من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، كأول مُسَلْمَة إنسانية أخلاقية في تهذيب النفس، لزيادة السلام والتحكم بالنفس وعدم الخروج والتعدي على الآخرين وحقوقهم وبديهيات فطرتهم واختلاف ألوانهم ومشاربهم وثقافاتهم وأديانهم ومذاهبهم ‏كما.
الأحاديث الكثيرة عن اللين والتحكم عند الغضب، وحصر طاقتها فيها كلها عودة للفطرة السليمة والقاعدة الأساسية للتعامل مع البشر، ‏والتنمية الذاتية الغائبة لدى البعض.
بعد كل (لا) ناهية في الكتاب والسنة منهجية مكتملة لكل الأخلاقيات التي يجب أن نتعلمها ‏ونسلكها في كل مجالات الحياة، ومع مختلف الأجناس حتى مع الحيوانات والنباتات، ونراها جلية في بذل اهتمامنا في أنفسنا وترك الأحكام المسبقة، والتفسيرات المعلبة، وحين تبدأ في التسليم لهذه القواعد ستجد نفسك وروحك ترتقي شيئاً فشيئاً.
عندما تريد إصلاح نفسك فهذا لا يستوجب نضجًا ولا عمراً صغيراً وكبيراً، الإصلاح يبدأ برغبتك للتقرب من الله في تعاملاتك وأن ترى الله في كل شيء، وتدع الخلق للخالق قبل تهذيب ذاتك.
مثلًا:
أشخاص لا نتقبلهم: نبتعد عنهم نذكرهم بالخير.
أشخاص يغتابون: نتوقف عن مشاركتهم الثرثرة.
أشخاص برأي مختلف: نحترمهم حتى مع رفضنا لقناعتهم.
أشخاص بديانة مختلفة: لهم دين ولنا دين / الاحترام فريضة.
أشخاص يعاتبون: نتفهم أن العتب لا يأتي إلا من محبة.
أشخاص رائعون: لا ننسى كم هم رائعون وغير دائمين.
أشخاص ضعفاء: كونوا قوتهم.
أشخاص أقوياء: كونوا معهم فخراً وحباً.
أشخاص سلبيون: خذ بيدهم إن استحق الأمر، وألا ابتعد.
أشخاص ايجابيون: تقرب منهم فهم روح الحياة.
أشخاص مُحبِطون: لا تجالسهم.
‏والأكثر نفعا لحياتك من كل هذا هو صلاح النية، كلما كانت النية تجاه الآخرين سليمة كلما زادت سعادتك وانشغالك بنفسك وتطويرها أكثر من شي آخر، حاول ما استطعت أن تفعل من أجل قلب سليم وعقل سليم وأخذ الأمور للمنحى الإيجابي حتى وإن كانت كل الدلالات عكس ما ترى.

واهدأ، تنفس، لا تحكم بغضبك أو عاطفتك‏.
كل هذا يحتاج مجاهدة، لذلك كن دائماً واعياً لنفسك وتصرفاتك، ومارس الصبر والعفو والتسامح والتغاضي، ولا تنسى أن تكون متعاونًا ‏كثيراً بأفعالك ونواياك، لأنه كلما كان ما بداخلك سليماً سيصبح الوجود سعيداً وبين يديك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى