تنمية وتطوّر وتقدّم.. ورفعة وازدهار… وأمن واستقرار.. ونماء ورخاء.. ومكانة رفيعة بين دول الإقليم والعالم، مثّلت العناوين الأبرز لهذا العهد الزاهر المشرق، عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه –، الذي حقّقت فيه المملكة تحت قيادة الحكيمة الرشيدة، ومنذ أن تمّت مبايعته – أيده الله – ملكًا للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م؛ إنجازات مشهودة وغير مسبوقة؛ وشهدت تحولات ضخمة وقفزات تنموية كبرى، توشّح بها وطننا الشامخ، وذلك حينما تلمّس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أيده الله – خطى من سبقوه؛ واختار السير على نهج والده المؤسس الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وإخوته الملوك – رحمهم الله جميعًا – من خلال الحرص على الأمن والاستقرار، ليزداد المجتمع السعودي الوفي؛ وحدة وترابطًا مع قيادته الرشيدة، وقاد السعودية إلى آفاق جديدة من التقدم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولينعم شعبها الوفي بالنماء والتطوّر والنهضة التي عمّت كل أرجاء هذا الوطن الغالي، الذي يُعدُّ مثالًا يُحتذى به لوحدة الصف وجمع الكلمة، الأمر الذي مكّن بلادنا الغالية من أن تزهو بهيًا في مصاف دول العالم المتقدمة، وأن تتبوأ مكانة مميزة بين الشعوب والأمم، لتؤدي أدوارًا مهمة في المجتمع الدولي، وأن تتصدّر مشهد الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
فبكل فخر واعتزاز وامتنان؛ يقف الشعب السعودي وشعوب العالم أجمع؛ أمام إنجازات عظيمة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أسهمت بحكمته ورؤيته الثاقبة – رعاه الله – في أن تشهد بلادنا الغالية؛ مراحل مهمة من القوة السياسية، والتنمية المستدامة، والتقدم العلمي، والتطور الحضاري، والاستقرار الاجتماعي، والنهضة العمرانية، ليصعب على كل مهتم ومتابع حصرها وتعدادها، ولعلّ من أبرز الإنجازات التي تحققت تحت ولايته – حفظه الله – تقوية البنى التحتية للبلاد، وتطوير العديد من القطاعات الحيوية مثل: النقل والطاقة، والتعليم والصحة، بالإضافة إلى تنفيذ منظومة مشروعات ضخمة لرؤية 2030، مثل: مشروع “نيوم” و”مشروع البحر الأحمر”، وكذلك مشروعات: (الرياض الخضراء، ومبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والرياض آرت، والقدية، وذا لاين، وروشن، والدرعية، وبرنامج الجينوم السعودي، ومدينة الملك سلمان للطاقة، وأوكساجون، وأمالا، ومشروع المسار الرياض) وغيرها، والتي تهدف إلى تعزيز التنوع الاقتصادي وتحقيق التطوّر المستدام. بجانب رعاية شؤون الحرمين الشريفين؛ حيث شرف الله تعالى وطننا الغالي بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وخدمة الإسلام وإيصال رسالته السامية إلى جميع أنحاء العالم، ليشهد التاريخ لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله –؛ أدوارًا كبيرة في تطوير البنية التحتية للحرمين الشريفين؛ حيث دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خمسة مشروعات رئيسة ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة، وهي: (مشروع مبنى التوسعة الرئيس، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، ومشروع الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام)، مع التوجيهات المتواصلة بتيسير أداء مناسك الحج والعمرة، وتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، بالإضافة إلى حرصه – أيده الله – على دعم الثقافة والفنون والرياضة في المملكة، وتشجيع الشباب على تطوير مواهبهم وتحقيق طموحاتهم.
ضمن هذه المنجزات المبهرة؛ تأتي “رؤية السعودية 2030″، هذه الرؤية الطموحة التي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وضعها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ للانطلاق في رحلة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، والتي بدورها تعكس التزام الملك سلمان بتحقيق التنمية المستدامة وخلق مستقبل أفضل للمواطنين السعوديين، لتُعتبر أحد أهم الإنجازات التي تم تحقيقها تحت قيادته – أيده الله –، والتي بدورها تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة هي: (مجتمع حيوي.. واقتصاد مزدهر.. ووطن طموح)، لتتكامل هذه المحاور وتتّسق مع بعضها في سبيل تحقيق أهداف المملكة، تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي وتنويعه بعيدًا عن الاعتماد على النفط، انطلاقًا من أنّ تنويع الاقتصاد من أهم مقومات استدامته؛ حيث إن من أهم مستهدفات “الرؤية”، زيادة إجمالي الناتج المحلي غير النفطي للمملكة من18.7% إلى 50%، فرغم أن النفط والغاز يمثلان دعامة أساس لاقتصاد المملكة، إلا أن المملكة بدأت التوسع في الاستثمار في قطاعات إضافية من خلال تطوير قطاعات أخرى مثل: السياحة والترفيه، والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، وغيرها.
كما تقف الإصلاحات الاجتماعية: تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله –؛ في صدارة هذه المنجزات المشهودة، حيث تم تنفيذ عدد من الإصلاحات الاجتماعية الجريئة في المملكة، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر، توجيهات الملك سلمان – حفظه الله – بتعزيز مكانة المرأة السعودية وتمكينها من ممارسة الأعمال التي تناسبها، لتدخل المرأة ردهات مجلس الشورى عندما كان الملك سلمان وليًا للعهد، دخولها الانتخابات البلدية كمرشح وناخب، وكان القرار الأبرز السماح لها بقيادة السيارة، وتمكينها من مزاولة الأنشطة الرياضية التي تناسبها، وتعيينها في مناصب ووظائف رفيعة في الدولة، كما تم تحسين حقوق العمالة، وتعزيز المساواة والعدالة في المجتمع.
وحظيت “حماية البيئة والاستدامة البيئية” باهتمام كبير وعناية فائقة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليتم اتخاذ إجراءات قوية للتصدي للتحديات البيئية، مثل: تنفيذ مشاريع للحفاظ على المياه، والتحول إلى الطاقة المتجددة. كما أطلقت العديد من المبادرات لتشجيع الزراعة المستدامة وحماية البيئة البحرية.
وفي جانب الاهتمام بالتعليم، رسّخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – يحفظه الله – الكثير من الثوابت في الاهتمام بقطاع التعليم، وأولاه رعاية كبيرة، حتى بات لدى السعودية عشرات الجامعات الحكومية والأهلية، التي تخرّج آلاف الطلاب والطالبات المؤهلين لدخول سوق العمل، مع الحرص على الاستثمار في أبناء وبنات الوطن، وذلك بإيفادهم للتعليم في بعض الدول المتقدمة.
وعلى الصعيد الاجتماعي والاهتمام بالمواطن، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – على إرساء دعائم حكمه بالعدل والمساواة بين الجميع، فحارب الفساد في الدولة، بمحاسبة كل مقصر، وأولى اهتمامًا كبيرًا برفاهية المواطنين ودعم الشرائح الضعيفة في المجتمع؛ حيث تم تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الطموحة، لتوفير السكن الكريم، بدعم الإقراض السكني، وتعدد المنتجات السكنية لتلائم كل شرائح المواطنين، مع توفير مرافق الرعاية الصحية والتعليم، وإتاحة فرص التوظيف للمواطنين؛ وذلك بهدف تحسين مستوى المعيشة وتعزيز التكافل الاجتماعي.
وعلى الصعيد الخارجي؛ فإن لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – أدوارًا مهمة في تعزيز الحوار وتأكيد السلم والاستقرار الإقليمي والعالمي، الأمر الذي جعل من المملكة العربية السعودية، دولة قوّية ومؤثرِّة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال سعي المملكة تحت قيادته إلى تعزيز العلاقات الدولية والتعاون الدولي في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والثقافة. كما أدى الملك سلمان دورًا حيويًا في دعم القضايا العربية والإسلامية، وتعزيز التعاون الإسلامي والتعاون العربي، مع تقديم العديد من المساعدات الإنسانية للدول المحتاجة والمتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات، مع بذل جهود بارزة لدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وهكذا.. تتوالى وتترى المنجزات التي تحققت لوطننا العزيز في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أيده الله –، الذي شهد إحداث نقلات نوعية كبرى في مؤسسات الدولة على الصعيد الداخلي، وفي سياسات المملكة الخارجية، ولتؤكِّد المملكة يومًا بعد يوم في عهده الزاهر المشرق الميمون، ريادتها العالمية وعلو كعبها، في كثير من المحافل، ولتنال المملكة إعجاب مختلف دول العالم؛ التي غدت تحذو حذوها، وتعمل على الاستفادة من تجاربها.
ختامًا؛ حفظ الله ملكنا وقائدنا ورائدنا وحادي ركبنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأمده الله بالصحة والعافية وطول العمر والتمكين، وأدام الله على هذا الوطن العزيز الغالي عزه ومجده ووحدته، ونعم الأمن والاستقرار والرخاء والرفعة، وحفظه من شرور الحاسدين وأطماع الطامعين، وجعله ذخرًا للإسلام والمسلمين.
والله ولي التوفيق،،،
* المُلحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة