المقالات

وتعـرَّت ثقافتنا !

ظلت التقنية بكل وسائلها الاجتماعية وبرامجها التي لا تعد ولا تحصى شغلنا الشاغل وبتنا مهوسين بهـا لدرجة الهيام التقني وليس العاطفي بل وصل ببعضنا أن يربط أحلامه بواقعية حياته فتراه يرى فيما يرى النائم جواله في منامه ويريدُ الإمساك به ولكنه لا يستطيع رغم أنها ذات النغمة التي اعتاد عليهـا ، وعوداً على بدء هذا الانفلات التقني عبر وسائل الهياط الاجتماعي يوحي بتعرية مجازية قد تكون أكثر إيلاما ووجعا وأنت ترى أولئك المهوسين بذاتهم ونرجسيتهم العالية وقد ألقت بهم في يم السخرية والتندّر والنكات فتراهم في كل واد يهيمون ويضحكون ولا يبكون ، ويواصلون رحلة المقاطع الانستقرامية حتى ولو كانوا في أحلك الظروف مما قد يجعل الكثير من أصدقائهم يهربون من مجالستهم والحديث معهم ، هؤلاء لا يؤمن الحديث معهم للكثير من صور الواتس آب يقفز نحو السناب شات ويبدأ بذات الكلمات التي كم حاولت الانفلات هرباً ولكن سرعان ما تكون بداياته ” أنا الآن في ” ومروراً بالفيس بوك وتغريدة متوتَّرة عبر التويتر – منصة أكس حالياً – تلك التغريدة التي خنقت ذاك العصفور الأزرق الجميل واستبدلته بعلامة الخطأ الأسود وهي تطفو أمام كل المتابعين بتلك الوصمات الإملائية الفاضحة !

هذه الحالة الاندفاعية للكثير منا، وغير المبررة تمنحنا بُعداً آخر نحو العودة لجادة العقل وضبط تصرفاتنا.. فليست التقنية من تجرنا نحو هذا الانفلات غير المقنن، بل هي حالة نفسية أرى بأن الهدوء، والتعامل معهـا بالكثير من التروي والفكر الناضج هي الطريقة الصحيحة للخروج من أزمة تعرت فيهـا ثقافتنا كثيراً وبتنا حديث المجتمعات الأخرى على الأصعدة كافة وربما قادتنا بعض تصرفاتنا الحمقاء للكثير من المساءلات القانونية .. تلك التقنية التي تسير بنا نحو نفق مظلم تحت غطاء انفتاح على العالم .

ومضة :
هل الانفتاح الذي نمارسه بهذه السذاجة والابتذال والإسفافية في كثير من حالاته – يعد حضارة ؟
عن أيّ حضارة تتحدثون مالكم كيف تحكمون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى