المقالات

ورحل البدر

رحل البدر عن سماء الشعر والأدب، وترك فينا فراغًا لن نستطيع ملئه وعبرة لن نستطيع إخفاءها وحزنًا لا بد أن يكون.

رحل البدر، ولكنه يبقي بدرًا في قلوبنا يُنير صفحات ذكرياتنا بالكلمة والمعنى والحرف وتبقى ذكراه في كياننا، وتبقى حروفه تقرأ وتنغم على مر السنين، كم كان طيب القلب والسريرة، كم كان متواضعًا وكريمًا، وكم كان جميل الكلمة وأنيس السمر.

‏رحل البدر والسواد الأعظم ممن كتبوا في تأبينه لم يقابلوه ولو لمرة واحدة (وأنا أحدهم)، ولكنها شخصيته القريبة من القلوب، وشعره الصادق النابع من قلبه الرقيق وتواضعه الجم الذي يصلنا عبر كل حركاته وسكناته، وابتساماته وحزنه وفرحه.

رحل البدر الذي أسعد القلوب لأكثر من نصف قرن، واليوم رحل مصطحبًا دعواتنا له ومعه.

برحيل البدر هبطت نجمة شعر من السماء ترمز إلى ذلك الإنسان والشاعر والرقيق والأمير بدر عن عبد المحسن الذي بفقده فقد الشعر الشعبي جزءًا كبيرًا من موروثه.

‏رحل اليوم البدر عن عالمنا، وترك عبرةً في حناجرنا، ودمعةً في محاجرنا ستبقى ردحًا من الزمن على مر الليالي والأيام.

‏رحل بدر الشعر وشمسه وفيلسوف الكلمة العذبة وأستاذ الجيل.

رحل البدر الذي أحببناه حيًا وميتًا وعشقنا شعره وكلماته، وعشنا معه أجمل تفاصيل حياتنا، ورحل اليوم عن عالمنا ولكنه في قلوبنا، فالجميع اليوم يبكيه ويرثيه ويحزن، ويتوجع عليه ويدعو له، والناس شهود الله في أرضه، وإذا أحب الله عبدًا حبب فيه خلقه.

رحل البدر وعزاؤنا أن آخر أشعاره وآخر كلماته وآخر مكالماته تُوحي بيقينه القوي بالله وإيمانه القوي بقضاء الله، وتلك من علامات حسن الخاتمة بإذن الله.

ختامًا اكتمل البدر ورحل، وأظلم الليل وانسدل وخيم الحزن واندمل، ولم يعد للمسافر مكان ليعود.

وداعًا يا بدر ونسأل الله أن يغفر لك ويرحمك، ويسكنك الفردوس الأعلى من الجنة، ويبدلك دارًا خيرًا من دارك، وأهلًا خيرًا من أهلك، ويجمعنا بك في جنات النعيم.

كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

كاتب رأي - مستشار أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى