مازالت بعض التصرفات المخجلة للأسف الشديد تصدر من بعض الأشخاص دون أدنى إحساس بالمسؤولية وخاصة في ظل الفوضى الملاحظة والمنتشرة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. فيتهجم بعض أصحاب السلوكيات السيئة على أشخاص ليس لهم أي ذنب يذكر في التعدي عليهم تحت ظل أسماء مستعارة لا تدل على صاحبها فيتصرف الشخص المسئ بتصرفات عبثية بلا أي مبرر يقع ضررها على غيره لتشويه سمعته، أو للتندر عليه، أو حتّى من باب التسلية..!! ومؤخراً تفاجأنا بموقف غير لائق حصل لإعلامي محترم قد تغيب بعض تفاصيله عن أي مسؤول في حينها؛ نظراً لازدحام الوقت بالعديد من المسؤوليات، والمهام الوظيفية فمثل هذا الموقف في نظر الآخرين قد لا يستحق الوقوف عنده كثيراً، فصلاً عن الخوض في تفاصيله الماضية إلا أن سمو أمير منطقة عسير تركي بن طلال كان له رأي آخر، وموقف مشرف يستحق الإشادة والثناء تجاه هذا الإعلامي.
وللوقوف على حقيقة الموقف المؤلم ففي مساء يوم الخميس الماضي بمحافظة رجال ألمع حيث طرح الإعلامي سلمان عسكر على سمو أمير المنطقة سؤالاً وكان الأمير حينها على شماله، ومن ثمّ استدار سموه ووقف عن يمينه وأجابه على سؤاله، وقبل استدارة الأمير اجتزئ المقطع وبتعمد؛ ليوهم المشاهدين أن الأمير انصرف عن الإجابة وبدأت هنا أحاديث السخرية وبكل أسف على الإعلامي العسكر ولأيام متواصلة، ومن باب العدالة والإنصاف تصدى الأمير لهذه التصرفات السخيفة من أصحابها من خلال إيضاح الحقيقة كاملة مؤخراً على رحاب مسرح جامعة الملك خالد بأبها. ومما لاشك فيه أن هذا الموقف النبيل لسموه كان له الأثر الطيب على الإعلامي سلمان عسكر في إعادة اعتباره أمام الناس، وفي الوقت نفسه درس لكل مُرجف يحول الحقائق إلى أكاذيب لا معنى لها سوى اعتلال في داخل نفس صاحبها فقط.
إن من المؤكد أن بعضاً من أفراد المجتمع وهم قلة ولله الحمد يبحثون عن الشهرة أينما كانت، وحيثما كانت من خلال نشر مثل هذه المقاطع المجتزئة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وإن لم يكن بقصد الشهرة فمن الأرجح أنهم أصحاب نفوس مريضة ولديهم معاناة دفينة من الحقد، والكراهية في أعماقهم، والبحث عن أذية الناس ومضايقتهم إما بنشر مقاطع فيديو، أو صور، أو تسجيلات صوتية للأسف ونسوا أو تناسوا أن من خلفهم “رقيب عتيد” يحسب ألفاظهم حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة، ونسوا أو تناسوا من جهة أخرى أن لدى الشخص المعتدى عليه أب وأم وزوجة وأبناء يتأثرون من مثل هذه السلوكيات الساذجة مما يبث الحزن والهم في داخله لا لذنب اقترفه، ولكن لحماقة ارتكبت من قبل مرجفين يكذبون حتّى تصل أحاديثهم الكاذبة من قبحها للآفاق، وعلى أي حال كل الشكر والتقدير للأمير، وكل الوفاء والحب للإعلامي الفاضل.