نُلاحظ مؤخرًا ما يُشبه بحالة من التعلق بين الأشخاص وهواتفهم، كانت نتيجته هجرانهم الواقع الحقيقي الذي نعيشه، والانتقال إلى عالم افتراضي بشكل كبير فنجدهم أكثر قدرة وكفاءة على التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي من التواصل بشكل طبيعي؛ حيث أعادوا تشكيل الطريقة التي يتعاملون ويتفاعلون بها مع مجتمعهم الخارجي إلى شبكات التواصل الاجتماعي، أفزر هذا السلوك إلى العديد من المشكلات أحدها الخوف من فوات الأشياء Fear of missing out يُشير هذا المصطلح عادةً إلى انشغال مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالفرص الضائعة عندما يكونون غير متصلين بالإنترنت أو غير قادرين على الاتصال والتواصل مع الآخرين بالقدر الذي يرغبون فيه، وظهر هذا المصطلح FOMO خلال السنوات القريبة الماضية وازداد انتشاره مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأ الباحثون بالكشف عنه وأسبابه وعواقبه ونماذج لعلاجه. (ومازال المجال واعدًا للبحث خصوصًا في بناء وتطوير أدوات القياس وجمع البيانات لفئات مختلفة).
فـ(FOMO) هو حالة من القلق من احتمال فقد أحداث أو أنشطة في الفترة الزمنية التي يكون فيها الفرد بعيدًا، أو ليس على علم بها، والميل إلى متابعة الأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها الآخرون، والخوف من الانعزال والاستبعاد الاجتماعي، والخوف من تفويت الأحداث والحرص على متابعة المواضيع الشائعة (الترند) بشكل مستمر. كما أنه من الممكن أن يكون استجابة عاطفية للاعتقاد بأن الآخرين يعيشون حياة أفضل أو أكثر إرضاءً وأن اللحظات المهمة قد ضاعت.
ويظهر فيه الارتباط السلبي بوسائل التواصل الاجتماعي ففي كل مرة يغادر فيها الشخص وسيلته المفضل في التواصل يشعر بالخوف من فقد حدث مهم واستجابة لهذه المشاعر يعود لها بعد فترة قصيرة جدًا لا تتجاوز الدقائق أو في عدم القدرة على ترك وسيلة التواصل والاستمرار لساعات طويلة.
وله آثار سلبية على الصحة النفسية تتمثل في الشعور بعدم الارتياح والرضا عن الحياة والأعراض الاكتئابية والقلق والتوتر وضعف الأداء الاجتماعي والأكاديمي والمهني، ومشكلات تتعلق بجودة النوم.
وتتمثل أعراضه في الشعور بالسلبية وانخفاض في تقدير الذات وانخفاض الرضا عن الحياة ونشاط مرتفع جدًا على وسائل التواصل الاجتماعي واعتماد أسلوب حياة سريع الخطى، والخوف من انتقاد الآخرين وهجرهم، وعن التدخلات العلاجية التي تمت الإشارة إليها فقد تم الحديث عن العلاج المتمركز على الحل الذي يهدف إلى إقامة علاقة علاجية بين المعالج والمريض لمساعدته على وضع أهدافه لمواجهة الاضطراب وحل مشكلاته، ومساعدة العميل علي تحديد نقاط القوة لديه، وتؤكد الدراسات أن الأفراد الذين لديهم خوف من فوات الشيء يظهر لديهم مستوي مرتفع من القلق؛ وخاصة قلق الموت بالتالي ينصب التركيز على مساعدة العملاء على الوصول إلى الحلول بدلًا من البحث في العوامل التي ساهمت في تفاقم المشكلة كذلك بعض تدريبات اليقظة العقلية تكون فعّالة كخطوة أولية في منع أو تقليل الخوف من فقدان الشيء لدى الأفراد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي؛ بالإضافة للعلاج السلوكي المعرفي في تعديل التشوهات المعرفية المصاحبة لهذه المشكلة وتحديدها والعمل على استبدالها بأفكار أكثر واقعية وتعلم مهارات التأقلم للتغلب على القلق والتوتر.
0