منذ صغر سنه وهو يواصل رسم تلك الابتسامة البريئة أمام تنمر أقرانه حتى وإن كان داخله الهش يتداعى ألمًا… مرت أيام قسوة مراهقته وصباه، وهو لا يزال يدفع ضريبة “طيبته وصمته” تحت ستار تلك الابتسامة…
انسحب إلى داخل دوامة الشباب ومجتمعات العمل المرهقة بذات المعتقد والابتسامة البريئة التي شاخت عن مواكبتها عيناه، فأصبحت ابتسامته لا ترتفع إلى ما فوق شفتيه…
أبت عينيه أن تتجعد امتعاضًا مما يفعله بها…
مرت السنوات ثقالاً حتى شاخ قلبه كتمانًا، فتوقف كمدًا، وخرَّ ميتًا بذات الابتسامة التي تجبست عليها شفتاه …
في عزائه قالوا عنه: دفن -رحمه الله- باسمًا دون ذكرٍ لانكسار عينيه الوحيدتين الذي نشأ به حتى رحل دون أن يلاحظه أحد!
0