المقالات

الرسائل الموجهة وانعكاساتها السلبية على أمن المجتمع

نصَّت المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم في الباب الثالث الخاص بمقومات المجتمع السعودي على: (تعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام).
وهذا المقال موجه إلى أولئك الذين يخرجون علينا في كل يوم وليلة بتلك البرامج والرسائل السلبية التي تدعو إلى إثارة أسباب الهجر والقطيعة بالابتعاد والاستغناء والاستعلاء والكيل بالمثل، وإلى كل من يتلقف تلك البرامج والرسائل، ويُعيد نشرها في المجتمع ويرون أنها منهج حضاري من مناهج التنمية البشرية وتطوير الذات (مهنة البعض ممن لا مهنة له وتخصص من لا تخصص له) أقول لهم جميعًا راجعوا أنفسكم واتقوا الله فيما تختارونه وتقولونه وما تنصحون به
وإليكم أنتم أيها الناقلون والمتابعون فتلك البرامج والرسائل تُشكل خطرًا موقوتًا على أمن تماسك روابط وعلاقات المجتمع من حيث لا تشعرون، (فبعض) مناهج ونظريات الأخلاق والآداب البشرية الوضعية إنما هي تدعو إلى الانقسام والتفكك الذي يؤدي إلى فقدان الأمن النفسي والسلم الاجتماعي، بنظريات وآداب تطوير الذات الوضعية المثل بالمثل والحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة والتولي بالإعراض؛ فعلى سبيل المثال من آداب برامجكم ومحاسن نصائحكم ما يتناقله (بعض) أفراد المجتمع عنكم ويتأثرون به في آداب علاقاتهم مع بعضهم البعض، والبعض هنا كثير فمن أقوال نصائحكم التي بدأت تنخر في جسد المجتمع (من لا يرى في قربك مكسبًا له فلا ترى في بعده خسارة) (عاملهم بالمثل )(اهتم بمن يهتم بك وارحل عمن رحل عنك) (من يتجاهلك امسحه من ذاكرتك) (لا تخسر صحتك مع من لا يقدرك) (لا تضيع وقتك مع من لا يفهمك) (لا تلتفت لمن كسرك) (ابتعد عن من يتخلى عنك ولو كان أقرب الناس إليك) (إذا أردت أن تبقى عزيزًا ابتعد عن كل من لا يقدر قيمتك) (ترفع عن الجهلاء وصغار العقول) (ابتعد عن السلبيين، عن المحبطين، عن الفاشلين) (احذر من عدوك مرة ومن قريبك ألف مرة) (الأقارب عقارب) (اسقهم من الكاس الذي شربت منه) (لا تقترب كثيرًا من الناس) (اللي ما يعدك مكسب لا تعده رأسمال).. إلخ من مثل هذه المصطلحات التي ترسخ أسباب الفرقة والتشتت بين أفراد المجتمع وكان بالإمكان أن يكون هناك توجه حضاري إيجابي لعلاج أي سلبيات تقع بين أفراد المجتمع من خلال الآتي:
أولًا: محاولة الاحتواء بمقابلة الإساءة بالإحسان، ومن ثم بالإمكان التأثير في ذلك السلبي أو المسيء بما لدينا من مبادئ وقيم وصفات إيجابية تنتزع المُسيء من بيئته السلبية إلى البيئة الإيجابية.
ثانيًا: إذا لم نستطع مقابلة الإساءة بالإحسان فعلى الأقل أن نتعايش بسلام مع ذلك العدو أو المسيء وربما يتأثر بما يراه فينا من جوانب خيرية وإنسانية.
وأختم بتوجيه رسالة الى جميع افراد المجتمع بالحذر من مثل هذه الرسائل وابلاغ الجهات المختصة عنها لتطبيق عقوبات احكام النظام على كل من يقوم بإعداد ونشر أي برامج فيها رسائل سلبية تدعو الى أسباب الفرقة والانقسام بين افراد المجتمع وخاصة ممن لا يملكون مؤهلات وتخصصات في هذا الجانب وكل من يساهم في نشر ذلك ودام السلام والامن والاستقرار عنوان حضارة ورقي للمجتمع السعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى