تباشَر إعلاميو منطقة الباحة حين أضيفت جائزة “الإعلامي المتميُّز” ضمن الجوائز التي تمنحها جائزة الباحة للإبداع والتميز في العديد من المسارات “القرآن الكريم، والسنة النبوية، التفوق الدراسي، الأداء المؤسسي للجهات، وأداء الأفراد، تمكين المرأة، المتميزون من أبناء المنطقة خارجها، الشعر العربي، ريادة الأعمال، تحقيق هوية المنطقة السياحية والزراعية والبيئة والاستثماريّة” وكل ذلك يصب في الجانب التنموي، وهنا نُبارك للزملاء الذين حازوا على هذه الجائزة الثمينة؛ تقديرًا من سمو أمير منطقة الباحة للإعلام والإعلاميين وتثمينًا لدورهم وتحفيزًا لاستمرارية الجهد والنشاط خدمة لمنطقة الباحة:
وهم الأستاذ/ محمد ناجم
الأستاذ/ حسن الصغير
الأستاذ/ أحمد النعيري
الأستاذ/ أحمد البرتاوي
بالفعل يستحقون لجهودهم البارزة والملموسة سواء في الإعلام الورقي أو الرقمي أو المرئي، وننتظر في الأعوام القادمة أسماء جديدة -بمشيئة الله- تحوز على هذه الجائزة الثمينة.
ويمكن القول بأن الإعلام والتنمية متلازمان مترابطان مكملان لبعضهما، ولا يمكن أن تنهض أمة دون إعلام صادق نزيه وصادق؛ لأن من أولويات أهدافه التنوير والتثقيف والتبصير وإعطاء الحقائق، أما التنمية فتلك التي ترفع سقف النمو الاقتصادي والمعرفي والثقافي والتعليمي والصحي والأمني؛ فالعلاقة بينهما علاقة طردية وكل عنصر يرفع من شأن الآخر، ومتى كان الإعلام على قدر عالٍ من المنهجية العلمية والطرح المتوازن ستكون ثمرته جيدة وخدمته حاصلة ينعكس تأثيره على تفاصيل الحياة المعيشية، وبالتالي يزيد من معدلات التنمية.
وشيء بديهي التنمية تحتاج لوعي مجتمعي بالدرجة الأولى، وهذا الذي يصنعه الإعلام المبني على خطط مدروسة ووعي كامل بمفهوم ورسالة الإعلام، وتوفير تجهيزات تقنية حديثة وتدريب مكثف للقائمين به.
الإعلام مثله مثل غيره يتطور ويتنامى أما حاليًا فالإعلام يتسلل من مسامات جلودنا، ويشاركنا طعامنا وشرابنا ولباسنا بل حتى أحلامنا؛ فالخبر الذي كان يحتاج إلى زمن طويل ليصل من قرية إلى قرية مجاورة، أصبح مع وسائل الإعلام الحديثة يصل بسرعة البرق؛ حيث قُرب المسافات المكانية، أصبح خطيرًا وهامًا ومطلوبًا ولا غنى عنه، والسؤال المهم كيف نستطيع أن نوظفه لخدمة الإنسان؟ ليحيل الموجودات التي حوله إلى نماء وازدهار إلى تنمية حقيقية، ورغم أن الإعلام أصبح مكشوفًا ولم يعد هناك ستائر لا حديدية أو حتى قماشية.
ومما يُزيد الإعلام النزيه الصادق المُحايد أهمية في كونه مرتبطًا بالإنسان الذي يُعد المحرك الأساس لكل عناصر التنمية؛ فهو يُلامس عقله ومشاعره وعواطفه؛ فضلًا عن مزاياه – أي الإعلام – في الترفيه عن جميع شرائح المجتمع وتهيئة الفرصة لهم الاستفادة من الوقت دون تفريط، ولا يقتصر دوره على الأفراد فقط بل يمتد أهميته إلى الجماعات حيث يُعبر عن آرائهم وتطلعاتهم وآمالهم؛ ونظرًا لهذا الدور العظيم للإعلام ينبغي مراعاة المستجدات الحياتية وشبكة العلاقات الدولية والإقليمية ليبقى على مستوى التحديات قادرًا على المنافسة الحقيقية مؤديًا دوره المتشعب في التوعية والرقابة والنقد ومساعدة المجتمع في صناعة القرار.
وهنا نقول ينبغي أن يكون للإعلام لغة تتكئ على الصدق والصراحة، لغة تهدف إلى بث الوعي وتعزيز البناء، لغة تقوم على الصراحة والمكاشفة..ونقصد بذلك الإعلام الذي يوصل إلى الحقيقة، أما الإعلام الذي يشوب لغته المخادعة والمخاتلة والكذب والتزييف والتشويش؛ فهو إعلام لا شك مُخرب ومُقوض لأركان المجتمع، ومن الأمور التي يجب ألا تغيب عن الذهن في معرفة وظائف الإعلام، ومن أهمها: النهوض بالمستوى الفكري والثـقافي والاجتماعي؛ إضافة إلى التعبير عن الواقع الحقيقي للمجتمع على اعتبار أن الإعلام النزيه والصادق والمحترف أحد أسس البناء التنموي والحضاري.
لذا أضحى الإعلام في العصر الحديث جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد، بل تحول إلى حاجة اجتماعية لا غنى عنها.
الإعلام ضرورة لا غنى عنها يقوم بالتوجيه والتـثـقيف، وهو أيضًا وسيلة لتطوير المجتمعات ورفع مستواهم الفكري والثـقافي، ويقوم بدور تنويري وتـثـقيفي بل يعُد جسرًا لمعرفة المجتمعات الخارجية، نُهنئ جميع الفائزين في كل مساراتها وقبلها نشكر صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز الذي حرص على أن تحقق الجائزة أهدافها التي من أجلها وضعت الجائزة برؤيتها الواسعة إيجاد بيئة تميز إداري وتعليمي وإبداعي بمنطقة الباحة، ورسالتها الواعية تحفيز الأفراد والمؤسسات نحو الأداء المتميز، وإبراز الأعمال الإبداعية وإشاعة أفضل الممارسات من خلال التكريم في مجالات وفروع جائزة الباحة للإبداع والتميز.
– رئيس لجنة تحكيم جائزة “الإعلامي المتميُّز”