المقالات

ربِّ اجعل هذا بلدًا آمنًا!!

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) (سورة البقرة الآية ١٢٦)

حين تتباهى المدن بطرِقِها ومبانيها، وتتفاخر بمصايِفِها ومَشَاتِيْها، وتَزْدَهِي بشواطئها ومغانِيْها، فإنَّ مكةَ المكرمة وحدها في هذه الأيام المباركة تباهِي بالكعبةِ الشريفة وطائفيها، وتَفْخَر بالمشاعرِ المقدسة وزائريها، وتَزْهو بأنوارِ الوَحْيِ التي تضيء كلَّ شِعْبٍ وطريق ومكان فيها، كلّ المدنِ لها قِصَّة حياةٍ بدأَتْ باجتهادِ بشرٍ، ومَكَّة المكرمة وحدَها التي أمَرَ بإحيائها الله ربّ البشر، إنَّها مكة (النبوَّةِ)… وَضَعَ أساسَ بيتِها آدم عليه السلام، ثم رَفَعَ قواعدَه إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-، ثم نزول الرحمات والبركات التي جعلت منها بلدًا آمنًا مطمئنًا تُجبى إليه ثمرات كل شيء، وليس انتهاءً بنور الإسلام العظيم الذي أضاء الكون كله بالبهاء والعطاء، ثم تَتَابَعَ الأنبياء والرسل، فما من نبي مرسل من عند الله -عز وجل- إلى قومٍ، إلا وقد حج البيت الحرام، منهم موسى بن عمران وهارون وهود عليهم الصلاة والسلام، وانتهاءً بنبينا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.
لقد أخذتْ بلادنا المباركة، (المملكة العربية السعودية) -بفضل من الله وحده- من خدمةِ الحرمينِ الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالحظِّ الأوفى، والنصيب الأوفر، فالتاريخ يشهد بأنَّ أجلَّ التَّوْسِعاتِ، وأكبرَ الخَدَمَاتِ، وأعظمَ المشروعاتِ، وأكثر النفقات، كانتْ في زمنِ هذه الدولةِ السعوديّةِ المباركةِ.
ها نحن اليومَ أمامَ شاهدٍ من شواهدِ العنايةِ، وبرهانٍ من براهينِ الرعايةِ، ودليل من دلائل الرغبة، حيث يرعى سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك (سلمان بن عبد العزيز) -حفظه الله ورعاه- هذا العام وككل عام، موسم الحج الأكبر، وبإشرافٍ مباشر من ولي العهد الأمين الأمير (محمد بن سلمان) -حفظه الله ورعاه-.
ليس غريبًا على قيادة هذه البلاد المباركة، المملكة العربية السعودية-حرسها الله ورعاها – العناية بمكةَ المكرمة، وتاريخِها، وحجاجها، وزوارها، ومعتمريها، كيف لا وهم في بيت الله الحرام، مهوى الأفئدة، وقبلة الأرواح، حيث أبواب السماء مفتوحة، تحملق فيها الأنظار ترجو رحمة من الله ورضوانًا.

ليس غريبًا هذا الاهتمام الكبير بأمن وأمان وراحة ضيوفِ الرحمنِ، حجاج بيته الحرام، منذ قدومهم للأراضي المقدسة إلى أن (لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (سورة الحج الآية ٢٩)، ثم يعودوا إلى بلدانهم، وهم سالمين غانمين، لله وحده شاكرين، ولقيادتها وشعبها داعيين، إنهم فرعٌ من دوحةٍ كريمةٍ منذ الملك المؤسس (عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) -رحمه الله رحمة واسعة- وأبنائه الملوك البررة من بعده، جَعَلَتْ وفادةَ الحجيجِ، ورعايتهم، والعناية بهم، وأمنهم وأمانهم من أَوْلَى أَوْلَوِيّاتِها.

حمى الله بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، وقيادتها وشعبها وحجاج بيت الله الحرام من كل سوء ومكروه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حقيقة أن ما تقوم به القيادة الرشيدة من تسخير كافة الجهود وحث الجميع على خدمة حجاج بيت الله الحرام دائما ينعكس في النجاح الباهر والدائم والمتتالي لمواسم الحج ولله الحمد والمنة على توفيقه لهم ونسأله تعالى أن يحفظ قادتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكافة القيادة الرشيدة ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار ويعينها ويوفقها في ما تقدمه لخدمة الحجاج ويبارك فيها ويجعل ما تقدمه لهم في موازين حسناتهم ويحفظ الحجاج وقاصدي بيت الله الحرام ويردهم بحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى