في الحقيقة أن الحديث عن الخدمات التي تسخرها المملكة العربية السعودية لخدمات الحج و العمرة، تحتاج إلى مجلدات و دوواوين لتسطر بمحبرة من الذهب تلك الإنجازات، التي بلا شك يقابلها إنفاق بسخاء لا محدود، من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله تعالى و سدد خطاهم، و بكل جدارة نعيش القفزات الحضارية في كل خطوات الحج، بالعديد من المبادرات و الدورات و ورش العمل التي تقيمها وزارة الحج والعمرة و وزارة الداخلية ممثلة في الجهات الأمنية المعنية بأمن الحج و القيادة و السيطرة، و بعض شركات مقدمي خدمات الحج، لشرح آليات و أستراتيجيات الحج، مع حرص الجميع على التوعية الشاملة لخطوات الحج، و لا غرابة إذ المنشود للحج الأمن و السلامة للجميع، و الحديث هنا عن بطاقة نسك المستحدثة لهذا الموسم، و التي حرصت الوزارة على تنفيذها بما تكلفه من مبالغ مالية و جهود بشرية، ساهمت بإخراجها بالنموذج المشهود، إذ حرص منفذوها على شمولية البيانات المتعلقة بحامل البطاقة، من الحجاج و القائمين على خدماتهم بلا إستثناء، بما يؤكد حرص المملكة العربية السعودية على راحة الحجيج، باعتبار أن من لا يحمل تلك البطاقة لن يستطيع الدخول إلى مناطق الحج، كالمشاعر المقدسة التي يطوقها نقاط أمنية شعارها الحزم، الذي بدأه القائمون على خدمة الحجيج من الشركات المختارة بعناية فائقة، بعدم السماح لصعود الحافلات المتوجهة إلى المشاعر المقدسة لمن لا يحمل بطاقة نسك، التي تبعها أيضا إغلاق أبواب الحافلات بلاصق يحمل باركود الجهة الناقلة لهم، بما يحملها مسؤولية أي حاج صعد على تلك الحافلة، والملامس لبطاقة نسك يلاحظ تقنيتها العالية، التي يصعب تزويرها من ضعاف النفوس، المتاجرون من الشركات الوهمية، التي اعتادت الإحتيال على قاصدي الحج من الزوار و المقيمين و المعتمرين، رغم حرص الجهات المعنية في الدولة للتحذبر منهم عبر جميع وسائل التواصل، و ما كل تلك الجهود و الإنفاق السخي إلا ليهنأ ضيوف الرحمن بأداء نسكهم بطمأنينة و سلام آمنين، ليصدق القول بأن (أمن الحجيج خط أحمر)، و أن المملكة العربية السعودية جديرة بخدمة الحجيج منذ وصولهم، عبر المنافذ البرية و الجوية و البحرية، ومن خلال لقاءاتنا بالحجيج أكدوا سعادتهم بحملهم بطاقة نسك، التي تضمن تمتعهم بمساكنهم في مخيمات المشاعر المقدسة، دون تكدس أو مضايقات من الحجاج الغير نظامين، الذين اعتادوا مشاهدتهم في مواسم الحج السابقة، و أكدوا مبتهلين بطيب الدعاء، بأن يحفظ الله تعالى المملكة قيادة و حكومة و شعبا، لحرصهم على الإرتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بتقنية معاصرة، على الوجه المطلوب
0