المقالات

البروفيسور زيني.. (أنا في عرفات)

المملكة العربية السعودية -حرسها الله- بلد الإسلام، ومهبط الوحي، فيها بيته الحرام، (الوادي) الذي لا يمكن أن يؤدى الركن الخامس من أركان الإسلام إلا على أرضه، إنها (معاد) التي تنزلت على أرضها كلمة “اقرأ”.
كم من العلماء والمفكرين المسلمين، وغيرهم من الحائزين على جوائز عالمية يزورون المملكة لحضور فعاليات، أو لأداء فريضة الحج، بدون أن يُستفاد من علمهم وفكرهم من جامعاتنا وللأسف.
مع العلم أن أحد أهم معايير تصنيف الجامعات، تكمن في الشراكات البحثية، والأكاديمية، مع العلماء الحائزين على جوائز عالمية، والذين لهم نشر علمي في أوعية نشر عالية التأثير.
دعاني للكتابة رسالة وصلتني على هاتفي المتنقل، من أحد هؤلاء العلماء.. إنه البروفيسور في الهندسة الكيميائية (زيني أوجانج)، وزير التعليم العالي الماليزي الحالي، ورئيس جامعة ماليزيا (UM) سابقًا، القائد الذي ارتقى بجامعته في سلم تصنيف الجامعات الريادية؛ من جامعة مغمورة إلى مؤسسة مرموقة، تحتل المرتبة (60) في ترتيب الجامعات العالمية حسب تصنيف ( (QSلعام 2024م.
معاليه أحد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- لحج هذا العام 1445م، بعثت له عبر الواتس، رسالة تهنئة بمناسبة عيد الأضحى، فرد برسالة محتواها قائلًا: (أنا في عرفات).
شرفت بزيارته برفقة رئيس جامعة ماليزيا البروفيسور نور أبو عثمان؛ الرجل مُحب للمملكة، وقد أشاد بالخدمات الجليلة التي تُقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين-حفظهما الله- لضيوف الرحمن؛ أشاد كثيرًا بتوظيف المملكة للتقنية الحديثة في خدمة الحجاج، والتي جعلتها في مقدمة دول العالم في هذا المجال، قال: “إنه بُهر بهذا التطور السريع في المملكة”.
أشاد أيضًا بقدرة المملكة على إدارة الحشود الضخمة من الحجاج بكل حرفية، كما أشاد بالأمن الذي تنعم به المملكة، وختم بالدعاء لبلادنا وقادتها.
لا يزال في الذاكرة عند أدائه العمرة قبل حوالي عقد من الزمن حين طلب مقابلتي، وقت تشرفي بإدارة جامعة أم القرى، أثناء المقابلة قال لي كلمات لا تزال في الذاكرة: “إن الكثير من العلماء في شتى الفروع المعرفية، ولهم الكثير من الأبحاث المنتجة التي تم نشرها في مجلات عالية التأثير، هؤلاء يأتون لأداء فريضة الحج، بدون أن تستفيدوا من خبراتهم البحثية والأكاديمية”.
قامت الجامعة بعدها بعمل (مبادرة) للاستفادة من علم وفكر هؤلاء العلماء القادمين للحج والعمرة في الإشراف على طلاب الدراسات العليا، والكراسي العلمية، والشراكات، والبحث العلمي، ومساعدة المعيدين في الحصول على مقاعد في الجامعات العالمية العريقة.
أذكر أني دعوته لإلقاء محاضرة عن (الإبداع) و(الابتكار)، كل ما تطرق له في تلك المحاضرة من أفكار إبداعية، كان الأساس الذي قامت عليه فكرة إنشاء “وادي مكة للتقنية”، وتم التلاقح الفكري والبحثي والإبداعي بين هؤلاء العلماء وأساتذة الجامعة. نتج عن ذلك الحراك ارتفاع جودة مخرجات الجامعة، وزيادة عدد البحوث العلمية التي تم نشرها في مجلات عالية التأثير، إضافة لانتشار ثقافة الإبداع والابتكار بين منسوبي الجامعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى