هناك ضجيج وثرثرة..وهنا إسكات بأفعال
ما إن يقترب حلول شهر الحج حتّى تبدأ ثرثرة المرجفين المعتادة، وضجيجهم المخجل وبالمناسبة هذه الثرثرة والإرجاف من بعض المسلمين وليس من غيرهم للأسف..!! فيبدأ الضجيج في التشكيك في إمكانية قيام الدولة بواجبها العظيم في أعمال الحج من تنظيم، وترتيب، وإدارة الحشود الكبيرة، وتوفير المساكن، والمواصلات، وغيرها وباختصار منذ قدوم الحجاج حتّى عودتهم إلى بلادهم بكل أمن وأمان، ولقد تناسوا أن هذه الدولة ومنذ تأسيسها اعتادت على القيام بهذا الواجب الديني بصورة متكاملة تُدهش العالم كله.. فنشاهد تناغم كبير في تقديم الخدمات وفي المجالات كافة. وعلى أي حال وبفضل الله تعالى دائماً وأبداً كلما كان هناك ضجيج وثرثرة، كلما كان هنا في أرض الحرمين الشريفين إسكات لهذا الضجيج، وتلك الثرثرة بأفعال مسددة من الدولة_وفقها الله _ وبإشراف مباشر من القيادة الرشيدة وبسواعد رجالها الأبطال من المدنيين والعسكريين وفقاً للمسؤوليات والمهام المناطة.
في الواجب الجميع يتسابقون
على أرض هذه البلاد الطاهرة وفي خدمة الحجيج لا فرق بين مسؤول في أعلى المناصب، وبين عامل في أقل المراتب فالكل يسعى وبشرف؛ للقيام بأعمال من شأنها تقديم كل العون والمساعدة في كل مكان يتواجد فيه ضيوف الرحمن: في بيت الله الحرام، وفي المسجد النبوي، وفي المشاعر المقدسة، والمطارات، والمستشفيات، وغيره فهذا الوزير المسؤول الأول عن الخدمات الصحية يقف أمام حاج وزوجته ويتفهم حاجته بعد أن يستمع له بعناية ويؤكد على سرعة صرف الدواء في مقر سكنه، وتلك طبيبة تفضل البقاء في مقر عملها على الرغم من وفاة والدها_ رحمه الله _ أثناء أداء واجبها، وهذا رجل أمن يدفع بعربة حاج طاعن في السن؛ لكي يوصله لمبتغاه، وزميل له في مكان آخر ومن باب إضافة المزيد من الراحة يرش بعض الماء البارد على رأس الحاج؛ للمساعدة في تخفيف درجة الحرارة، وغيرها من المشاهدات المشرفة الكثيرة التي لم تستطع الكاميرات أن تلتقطها.. كتب الله للجميع الأجر والثواب في هذا الحج وفي كل حج.
شهادة حاج وحاجة من ضيوف الرحمن
الناس شهود الله في أرضه، فهذا حاج يتحدث وبكل صدق وعفوية فيقول: “لماذا اختار الله أن يبني بيته في هذا المكان؟ ولماذا لم يختار الله يبني بيته في مصر أو في اليمن أو في بلد آخر؟ لأن الله يعلم في علمه الأزلي أن لا أحد يستطيع أن يخدم الحجاج والمعتمرين مثل أهل هذه البلاد، والله أطيب قلوب، وأنقى قلوب، وأبهرتم العالم أقسم بالله، تحية للملك، وولي العهد، ووزير الدفاع، ووزير الداخلية، ووزير الحج على هذا الجهد المبذول والله أنا في حالة انبهار لكم التحية والتقدير على هذا الجهد في كل الميادين، وكل مكان سابقون ليلاً ونهاراً في خدمة البشر، هذه تحية إعزاز وتقدير مني…..”. وهذه حاجة تقول”أولاً نحمد الله عز وجل؛ لأنه منَّ علينا بهذا الفضل العظيم ثمّ الشكر الجزيل.. الشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية بلاد التوحيد التي جسدت أنهم أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام بجدارة والحمد لله رب العالمين يعني جزاكم الله ألف خير على ما قدتموه من تنظيم وجسدتم السقاية والرفادة يعني كل شيء،….من لا يشكر الناس لا يشكر الله”. وهذه الشهادات الصادقة الصادرة من حجاج بيت الله غيض من فيض ولله الحمد والمنة.
خاتمة:
مابين قدوم ضيوف الرحمن للرحاب الطاهرة ولسنوات وسنوات مديدة بمشيئة الله تعالى؛ لأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة، ومابين أصوات مرجفة متناثرة هنا وهناك تثير الشكوك المقيتة، وتنشر الأراجيف البغيضة بين عامة المسلمين يقف رجال عاهدوا الله سبحانه على أداء واجبهم المعظم على أكمل وجه، وأبهى صورة وفي مختلف الظروف، وبكل تأكيد قافلتهم المباركة مستمرة، وسوف تسير حتى يرث الله الأرض ومن عليها بإذنه تعالى، وكل حج وحج والحجاج بخير وأمن وسلامة واطمئنان.