المقالات

1445هـ.. أنجح مواسم الحج على كافة الأصعدة

بفضل الله وتوفيقه، يُعد موسم حج 1445هـ واحداً من أنجح مواسم الحج بعد أن تضافرت كل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن من حجاج البيت الحرام من كافة أرجاء العالم.
وقد جعلت حكومة المملكة خدمة الحرمين الشريفين وزائريهما من الحجاج والمعتمرين من أولى أولوياتها، وجميعنا نلمس مجموعة من المشاريع التي تيسر على الحجاج أداء فريضتهم، فتوسعة الحرم المكي الكبرى وتوسعة المسجد النبوي والمشاريع في المشاعر المقدسة سلسلة متوالية من المشاريع المباركة، فهناك أكثر من ثلاثين مشروعاً جديداً في المشاعر المقدسة هذا العام في مختلف المجالات، مع التوسع في برنامج “طريق مكة” لمزيد من الراحة لوفود الرحمن واستقبال هذا العام لأكثر من (300) ألف حاج. ومنها تكاتف الجهود بين القطاعين العام والخاص والعمل بروح الفريق الواحد، وبروح تنافسية أدت إلى تحقيق معدلات أداء تفوق الماضي، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
كما ساهم برنامج ضيوف الرحمن (أحد أبرز برامج “رؤية المملكة 2030”) في توحيد أدوار الجهات العاملة في الحج، لبناء تجربة حج مميزة وفريدة، فيما كان الدعم والتوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين هي النبراس الذي أضاء الطريق لتحقيق هذا النجاح الباهر
وإذا كان موسم حج 1445هـ قد نجح على كافة الأصعدة، فلسوف نرصد بعض مظاهر هذا النجاح في السطور التالية على أساس “غيض من فيض”.
وتجدر الإشارة – إبتداءً- إلى أنه وفقاً للهيئة العامة للإحصاء فأن إجمالي أعداد الحجاج لموسم حج 1445هـ قد بلغ (1,833,164) حاجًّا، منهم (1,611,310) حجاج قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل (221,854) حاجًّا من المواطنين والمقيمين، علماً بأن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج قد بلغ (958,137) حاجًّا، بينما بلغ عدد الحاجَّات الإناث (875,027) حاجَّةً.

رسالتا سمو وزير الداخلية
رفع سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف.. وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.. برقيتي تهنئة بعيد الأضحي وبنجاج موسم حج 1445هـ، إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حيث هنأهما – حفظهما الله-بالنجاح المتميز لموسم الحج لهذا العام بفضل الله وتوفيقه، ثم برعاية ودعم وتوجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة وتوجيه سمو ولي العهد مما مكن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان متمتعين بما وفرته لهم المملكة من خدمات وتسهيلات وذلك من خلال تنفيذ دقيق لخطط الحج الأمنية، والصحية، والوقائية، والتنظيمية والخدمية، والمرورية، حيث اكتمل وصول (1.833.164) حاجاً إلى مشعر عرفات في يوم الحج الأكبر ووقوفهم بهذا المشعر العظيم بموجب خطة مرورية عالية الدقة ومحكمة التنفيذ من الجهات الأمنية.
وأضاف سمو وزير الداخلية: ” كما اكتملت نفرة ضيوف الرحمن من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة ومن ثم انتقالهم لمشعر منى في وقت قياسي وفق تنظيم دقيق وانسيابية تامة ومباشرتهم رمي الجمرات وتوافدهم إلى المسجد الحرام لإتمام أداء نسكهم بأمن وأمان وسكينة، واستكمال مناسك حجهم اتباعاً لهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وبفضل الله ثم يقظة رجالكم من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية المنتشرين في كل الأماكن التي يرتادها الحجاج كانت الحالة الأمنية مستقرة ولم تشهد وقوع أي حوادث تمس أمن الحجيج أو تعكر صفو الحج وفق انضباطية تامة ومراقبة دقيقة لأوضاع الحجاج وسير تنقلاتهم ومقرات إقامتهم وكافة تحركاتهم خلال أدائهم لهذه الشعيرة العظيمة، كما كانت الأوضاع الصحية مطمئنة – ولله الحمد- ولم يشهد الموسم بتوفيق الله ثم بالجهود المبذولة ظهور أي حالات وبائية، كما توفرت كافة السلع الاستهلاكية والغذائية التي يحتاج إليها الحاج، وحظيت الخدمات العامة من نظافة وكهرباء ومياه بمتابعة شاملة من الجهات المعنية لضمان استمرارها وبما يحقق راحة حجاج بيت الله الحرام”

الأمن والأمان
“أمن الحج .. خط أحمر”.. هدف سامِ جندت المملكة كل إمكانياتها لتحقيقه، إذ كان هو الشعار السائد في موسم الحج، وهو ما نجحت وزارة الداخلية – بقيادة سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف – بكافة قطاعاتها في تنفيذه بامتياز، وهو ما ظهر في تصريحات الفريق محمد البسامي.. مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج.. الواضحة بالتأكيد على جاهزية القوات الأمنية للتعامل مع “كل ما يمس الإخلال بالأمن والنظام، ومنع كل الأعمال المؤثرة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن”، وهو ما شاهدناه جميعاً خلال الموسم عبر تكثيف الوجود الأمني على مدار الساعة، ورصد كل أنواع البلاغات والملاحظات الأمنية والاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وخلال الموسم، نجحت قوات الأمن في ضبط أكثر من 140 حملة حج وهمية، و64 ناقلاً مخالفاً لأنظمة الحج وتعليماته، كما جرت إعادة 97664 سيارة مخالفة، و171587 من غير المقيمين بمكة المكرمة، و4032 مخالفًا لأنظمة وتعليمات “الحج بلا تصريح”.

لا وقت للراحة
أصاب معالي وزير الحج والعمرة د. توفيق الربيعة كبد الحقيقة حين أعلن أنه “لا وقت للراحة”، إذ لم ينتظر معالية انتهاء موسم حج 1445هـ لكي يعلن العمل الجدي لموسم الحج القادم 1446هـ، مشيراً إلى برنامج زمني محدد بالتواريخ للدخول في الموسم الجديد، وهذا شيء رائع يؤكد أن حكومة المملكة الرشيدة تأخذ بالأسباب وبطرق التخطيط المحكم.
ويتضمن البرنامج الزمني المشار إليه ما يلي:
(1) 12 ذو الحجة 1445هـ (18 يونيو 2024م): تسليم وثيقة الترتيبات ألأولية وحصص الحجاج- تفعيل المسار الإلكتروني- بدء تفعيل المحفظة المالية بالمسار.
(2) 1 ربيع الأول 1446هـ (4 سبتمبر 2024م): بدء الاجتماعات التحضيرية- بدء لقاءات شركات تقديم الخدمة (الباقات، السكن، الإعاشة)- تعيين الناقلات الجوية.
(3) 20 ربيع ثاني 1446هـ (23 أكتوبر 2024م): اتهاء الاجتماعات التحضيرية- بدء مرحلة التعاقد على الخدمات مع شركات تقديم الخدمة- بدء تخصيص مواقع إسكان المشاعر المقدسة.
(4) 13 رجب 1446هـ (13 يناير 2025م): مؤتمر ومعرض الحج- توقيع اتفاقية الحج- توقيع اتفاقيات رغبات التفويج.
(5) 15 شعبان 1446هـ (14 فبراير 2025م): الانتهاء من مرحلة التعاقد على الخدمات.
(6) 20 شعبان 1446هـ (19 فبراير 2025م): بدء مرحلة إصدار التأشيرات.
(7) 20 شوال 1446هـ (18 أبريل 2025م): الانتهاء من مرحلة إصدار التأشيرات.
(8) 1 ذو القعدة 1446هـ (29 أبريل 2025م): بداية وصول الحجاج.
وهناك شيء آخر مهم للغاية يجب لفت النظر إليه، ألا وهو السماح لمكاتب شؤون الحجاج (البعثات) بالتعاقد مع شركة تقديم الخدمة لمدة ثلاثة اعوام، وذلك لضمان استمرارية جودة الخدمات مع تثبيت تخصيص موقع المخيمات.

الصحة بخير
أعلن معالي وزير الصحة أ. فهد بن عبدالرحمن الجلاجل نجاح الخطط الصحية لموسم حج هذا العام 1445هـ، وخلوه من أي تفشّيات أو تهديدات على الصحة العامة، مضيفاً أن المنظومة الصحية استطاعت بتجهيز (189) مستشفى ومركزاً صحياً وعيادة متنقلة، باستيعاب سريري يزيد عن 6,500 سرير ، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين تتجاوز 40 ألفًا ، وبسيارات إسعاف تزيد عن 370 سيارة و 7 طائرات إسعافية و 12 مختبراً و 60 شاحنة ، لتوفير أكثر من (1860) بنداً طبياً، وفي خطوة نوعية 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة في المشاعر المقدسة.
وأوضح معاليه أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية بلغ أكثر من 390 ألف حاج، وتمّ إجراء أكثر من (28) عملية قلب مفتوح، وأكثر من (720) قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من (1169) جلسة غسيل كلوي ، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من ( 5800) حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، مشيرًا إلى أن الجهود التوعوية الاستباقية أسهمت في الحد من زيادة عدد الحالات.

دور محوري
لا بد أن ننوه بالدور المحوري في نجاح موسم الحج لهذا العام الذي أدته كلاً من: لجنة الحج العليا برئاسة سمو الأمير الوزير- وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ولجنة الحج المركزية برئاسة سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، وسمو الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس لجنة الحج المركزية.
وأخيراً.. نرفع الأكف بالدعاء أن يحفظ الله – تعالى- خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يجزهما خير الجزاء على ما يقدمانه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن، وأن يجعل – سبحانه- هذا النجاح الباهر في ميزان حسناتهما. وما توفيقي إلا بالله.
– عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية

خالد محمود علوي

كاتب - عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى