المقالات

لو كنت وزيرًا.. أحلام وصدمة !

الصينيون لهم مثل مشهور يقول: احذر مما تتمناه؛ ولعمرك أن من عُيّنَ وزيرًا في حكومة في شتى بقاع الأرض سواءً كان اختياره حسب الاختصاص أو عن طريق التحاصص بين الكتل والأحزاب أو بالتزكية أو شاءت الأقدار في ظروف ما، لا شك أنه كان يحلم بهذا المنصب قبل أن يتقلده وبعد الانتهاء من زفة المنصب تأتي الصدمة؛ فيُشاهد ما لم يتصوره، ويسمع ما لا يخطر على باله، ويبدأ مشواره في ذهول من أين يبدأ وماذا سيفعل؟ هل يبدأ في إصلاح أخطاء متراكمة من سلفه؟ أم يبدأ بوضع إستراتيجية جديدة للعمل، أو يمسك بزمامهما معًا، ولكل اتجاه يأخذه الوزير له مميزاته وعيوبه، وله مدارسه الإدارية والتنظيمية، وبين هذا المعترك والاختيارات المتعددة والمتباينة، يبرز وزير ناجح وآخر اجتهد قد يُصيب وقد يخطئ.
طبعًا نتحدث في ظل وجود الإمكانات والوسائل المتاحة، ولأن منظومة أي وزارة في العالم تتكون من ثلاثة أركان حسب رؤيتي المتواضعة: الهيكل التنظيمي، والقوى البشرية والإمكانات والوسائل المادية والفنية، ويندرج تحت كل ذلك تفرعات كثيرة، وهنا تكمن المهارة يا من تتمنى أن تكون وزيرًا، واعلم أن الوزارة مشتقة من الوزر أي الحمْل الثـقيل، فأنت المسؤول الأوَّل عن هذه المنظومة ومهامها .
إن الكثير من الجالسين على دكات الاحتياط والأساسيين من اللاعبين على منصات التواصل الاجتماعي، وبعض من الذين يجلسون في المجالس العامة يتمنون أن يكونوا وزراء في وزارة ما، ويقولون: لو كنت وزيرًا لفعلت كذا وكذا، أقول لهم: إن هذه الأحلام مشروعة، ولكن هل أنت قادر على تحمل صدمة المنصب الذي يحتاج منك كل الوقت وليس أيسره، ويحتاج أيضًا إلى جهد منقطع النظير في العمل.. وأخيرًا أقول لوزراء التمني: احذر مما تتمناه..

– رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى – سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى