تُشير نظرية العقل إلى قدرة العقل المعرفية على تمييز الحالات العقلية الخاصة بالذات والآخرين، ولذلك أثار هذا الموضوع الفلاسفة وبدأوا بالعمل على نظرية العقل بأبحاث تجريبية، التي أتت بنتائج تدل على أن المفاهيم العامة ولغة العقل هي خاصة بالمواقف الافتراضية، وهي نتاج لنظرية علمية أولية، وفسّر منظرو نظرية العقل نظريتهم عن طريق التغيير العقلي في أذهان الأطفال، وكيف أن لديهم رغبة ومفاهيم في الاعتقاد والتصور بين العالم المُدرك والعالم الخارجي.
مفهوم نظرية العقل تُعرف نظرية العقل بأنها القدرة على تمييز الحالة العقلية، وتمييز النوايا، والرغبات، والمشاعر التي تتعلق بالمرء نفسه أو بالأشخاص الآخرين؛ فنحن كبشر نفترض أن الآخرين لديهم رغبات، وأنهم يفكرون، ولديهم أمورٌ يؤمنون بها، وبالتالي هم قادرون على استنتاج الحالات التي لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، ويمكن التنبؤ بسلوك الآخرين وسلوكنا باستخدام هذه الحالات بشكل استباقي، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الاستنتاجات التي ترقى إلى مستوى نظرية العقل تكون عامة وشاملة لجميع البشر البالغين على حدٍ سواء.
كيفية تطور نظرية العقل لا يُولد الإنسان مع القدرة على التفكير التي يتمتع بها عندما يكبر، فالعملية العقلية تتطور بشكل متسلسل، وبالشكل التالي: تبدأ نظرية العقل بالتطور مع الرُضع، مع مهارات فهم مفهوم الانتباه، وفهم الآخرين، والقدرة على التقليد فيما بعد، فكل هذه الخطوات يمر بها الطفل قبل وصوله إلى نظرية العقل، ويعتبر الانتباه بالنسبة لسيمون بارون أولى الخطوات في عملية تطوير نظرية العقل. يتدخل المساهم الثاني في تطوير نظرية العقل، وهذا المساهم هو “التعمد بالقيام بشيء ما”، وذلك يمكن الشخص من فهم أفعال الآخرين، وبالتالي تنشأ معتقدات ورغبات فريدة من نوعها، وقد بيّن “مايكل توماسيلو” أن الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم السنتين قد يظهرون فهمًا للتعمّد. أما عن دور اللغة، فهي تُعتبر من أسس تطور نظرية العقل، وهذا ما أثبتته العديد من الأبحاث. مراحل نظرية العقل تظهر النظرية للعقل بين عمر 4-5 سنوات، وهنا يبدأ الأطفال بالتفكير في أفكار الآخرين ومشاعرهم، وتتطور نظرية العقل بالشكل التالي:
الفهم العميق لمفهوم “الرغبة”، وهي بمثابة الخطوة الأولى في إدراك أن لكل شخص رغباته، وهي تختلف من شخص إلى آخر، ويتم فيها فهم أن الناس يتصرفون بطرق مختلفة. الفهم العميق لمفهوم “التفكير”، وهي الخطوة الثانية في الفهم السريع، وتقوم على أن الآخرين يملكون معتقدات مختلفة عن نفس الشيء، وأن أفعال الناس تعتمد على ما يعتقدون أنه سوف يحدث وأنه صحيح. الفهم العميق لمفهوم “الرؤية تؤدي إلى المعرفة”، وتتلخص الخطوة الثالثة في إدراك أنّ الآخرين يختلفون في طريقة حصولهم على المعرفة، وأنّ الشخص الذي لا يستطيع التثبت من شيءٍ ما بسبب عدم تمكنه من رؤيته، فإنه في هذه الحالة يحتاج إلى معلومات إضافية لمساعدته على تعميق فهمه. فهم وجود المعتقدات الزائفة، وذلك بإدراك حقيقة أن بعض الناس يتمتعون بمعتقدات زائفة تختلف عن الواقع. فهم المشاعر الخفية؛ حيث تعتبر هذه المرحلة الأخيرة، ويتم فيها إدراك أنّ الناس قادرون على إخفاء عواطفهم، وقد يشعرونك بعاطفة تختلف عما يشعرون به في الحقيقة.