ملك صنع للتاريخ عنوانًا، وللمواقف العظيمة أمجادًا.. شخصية تُبهرك بقراءة سيرته التى أصبحت نهجًا متكاملًا في العمل الإداري، ومرجعًا أدبيًّا ثقافيًّا تاريخيًّا اجتماعيًّا سياسيًّا، يتعامل بحزم وحنكة وتقدير لكافة المواطنين؛ فالعدل عنده أساس حتى في أدق الأمور وأصغرها.
لعلي عند الحديث عن شخصية الملك سلمان -حفظه الله- أبدأ بمقولته وهي مثال إلى العدل وميزانه الراجح عندما قال وأكّد فيها على أن أبواب القيادة مفتوحة، والآذان صاغية لكل مواطن، وقال: «أكرر أبوابنا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة وآذاننا صاغية لكل مواطن»، وأضاف: «رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي، إذا رأيتم أو رأى إخواني المواطنين، وهم يسمعونني الآن، أي شيء فيه مصلحة لدينكم قبل كل شيء ولبلادكم بلاد الحرمين الشريفين الذين نحن كلنا خُدام لها، فأهلًا وسهلًا بكم».
نهج إداري يرسم لنا خطى ثابتة، ومسار إداري يُدرس ونجاح فى المتابعة والعمل منذ أن تولى إمارة الرياض العاصمة على مدى أكثر من 50 عامًا، وكيف أصبحت منارة عالمية تعج بالثـقافة والتطور والحياة العصرية بخطط تابعها وأشرف عليها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- ويجدر بالذكر منذ توليه مسؤولية العمل الرسمي في ريعان شبابه منذ عام 1373هـ في إمارة الرياض بالإنابة عن أخيه الأمير نايف أمير منطقة الرياض آنذاك، ثم توليه عام 1374 هـ إمارة عاصمة البلاد ومقر الحكم والإدارة ومنطلق توحيد البلاد، فتح مجلسه العامر؛ ليشهد على كل من زاروه وراجعوه في قضاياهم ومعاملاتهم ومظالمهم، وقد كان قصر الحكم ومجلسه العامر مقرًا للحاكم وملتقى للمواطنين بقادتهم وولاة الأمر فيهم، فيبدأ المجلس عند الساعة السابعة صباحًا باستقبال الناس الذين جاؤوا من بعد صلاة الفجر، الكل يحمل ما لديه من قضايا أو مشكلات، يشرحون له مساءلهم ويناقشهم، ويُصغي لهم، ويشعرهم بالفعل أنهم وصلوا، وأن مشكلاتهم وقضاياهم محل عنايته ولا يتركهم إلا وقد قضيت وأستشهد بعبارة تُقال، وأصبحت مضرب مثال: والله ما يردني إلا سلمان ..
جملة شهيرة يقولها قديمًا كل صاحب مظلمة وباحث عن العدل حين كان أميرًا للرياض .
مواقف كثيرة سجلها الملك سلمان بن عبد العزيز تبعث لنا الفخر والاعتزاز، نسأل الله أن يُطيل بعمره ويحفظه .
الخاتمة
قادتنا هم نبراس النجاح والعز والشموخ.. وطن وليس أي وطن.. حُكامنا هما العدل والإنسانية بمعانيها السامية.