المقالات

بريطانيا التي لم تَعُدْ عظمى

بريطانيا التي كانت تُهيمن على الأقطار والمحيطات والبحار ليس قبل زمن موغلٍ في القِدم، وإنما كانت مهيمنةً إلى النصف الأوَّل من القرن العشرين لكنها الآن مثخنة بالمشكلات والأمراض التي قد تُصيب معالجيها باليأس.
كانت تحكم العالم وكانت أمريكا الشمالية مجرد جزءٍ من أملاكها، ولكنها الآن قد ضعفت ضعفًا شديدًا حتى باتت مُجرد تابع لأمريكا..
حاولت مداواة ضعفها وعجزها بالانضمام للاتحاد الأوروبي؛ فازدادت ضعفًا فرأت أن تخرج من الاتحاد؛ فكادت تعجز عن الإفلات، وعانت معاناة شديدة لأن ميوعة النظام الديموقراطي قد جعلت قرار الخروج في منتهى الصعوبة؛ فلا أحد فيها يملك قدرة الحسم، فتناوب على رئاسة الحكومة خمسة رؤساء، ولكن الفشل قد كان حليف الجميع وبعد عُسْرٍ مرهق، تمكنت من الانفصال عن الاتحاد الأوروبي لكن الخروج لم يحقق أي انفراج حتى سئم الناس من هذا التناوب في الإخفاق.
وفي الانتخابات الأخيرة سَقط حزب المحافظين سقوطًا مدويًّا، وفاز حزب العمال فوزًا ساحقًا؛ لأن الشعب البريطاني يبحث عن مُنقذ.
في التاريخ عِبَرٌ عظيمة؛ فالشباب يهرمون، والأحياء يموتون، والأقوياء يضعفون، والأغنياء يفتـقرون، ولا دوام لشيء ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى