الحب لا تعريف له غير أنه سماء لا يصلها إلا مجتهد، طريقه بقدر قصرها وعرة جداً إلا على تقاته ..
الحب ما امتلأ به قلبٌ إلا وتورد صاحبه ..
للحب هالة لا يراها إلا من أصابته قداسته ..
للحب نور ينبعث من أعين العشّاق، نور يُرى في خطواتهم، يحفهم من كل إتجاه، وللحب بياض مهما حاولت أيدي العبث والغدر والخيانة المساس به تطهر من تلقائه ..
الحب كعبة الصادقين يطوفون حوله في طهر، يتوبون من خطيئة البعد، ويبكون عند كل لفحة شوق.
الحب طريق العابرين إلى الجنة ،
تحيط به الأنفس النقية ويزف على أجنحة ملائكية فيهدى لمن لم يحملوا في قلوبهم الضغينة والكراهية .
لا ذنب في الحب ولا توبة ،
لا يتقيد بدين أو ملة .. حج مبرور طوال العمر، نزهة في رياض المشتاقين وكل البشرية يستطيعون إليه سبيلا ..
الحب سعي بين قلبين حدث سماوي تُشغل به الأرواح
فتكون في نعيم مقيم ..
والحب متاع الصالحين، تستقيم به خطواتهم ..
الحب سلعة صعبة المنال، لا تباع ولاتشترى يصطفي الله لها من يشاء من عباده ..
الحب مغتسل بارد وشربة خلود،
الحب نهر عطاء وقارب وصول ..
الحب كالماء إن أكثرت من شربه ينفع لا يضر، وفِي الماء حياة والحب حياة ..
“الحب نور الله في أعماقنا”،
مطر يروي ظمأ المسافات الشاحبة، وتخضرُّ به الأنفس المتعبة ..
الحب نظرة من الله لعباده، فردوس لا يدخلها إلا مؤمن، أرض لا يطأوها إلا مخلص ..
الحب جمال الحياة وسعادة الروح، وملاذ العشاق، وموطن القلوب الحالمة ، فالحب لذة لايحرم منها إلا شقي ..
الحب سماءٌ حبلى بالغيوم، سحب هاطلة ، ودقٌ يسقي ظمأ الأرواح .
يقول ابن القيم الجوزية :
” اللذّة تابعة للمحبة ، تقوى بقوتها و تضعف بضعفها ، فكلما كانت الرغبة في المحبوب و الشوق إليه أقوى كانت اللذة بالوصول إليه أتم ، و المحبة و الشوق تابع لمعرفته و العلم به ، فكلما كان العلم به أتم كانت محبته أكمل”.
نقيس عليه محبة كل شيء، مكان أو زمان أو أشخاص أو هوايات، أو حتى حب الذات، والوالدين والأبناء والأزواج وكل جميل في الحياة من أفعال وأقوال ..
الحب صلاة بين الأحبة، وصوم عن كل ما يفسد الود، وعبادة لا يستشعر عظمتها إلا محب صادق تطهر بحبه من كل الذنوب الموبقة بينه وبين محبوبه ..
الحب خلوة طهر، وسفر دون تعب، أهل وولد، روح وجسد، واستسلام برضا هبة دون مِنة وشرع قائم إلى يوم اللقاء الأعظم .
الحب تجاذب روحين، رقصة خجلى في عيون عاشق، غذاء لا يفسد، ونبع لا يجف، يظل الحب ترياق شفاء لكل مسموم بالحقد والضغينة، لكل من مسه الحزن وخالط قلبه الهم،
في الحب ابتهاج للروح ونضارة للوجه، الحب معزوفة سعادة وترنيمة فرح .
قال ميخائيل نعيمة :
”الحب خلاصة الحياة، فمتى أحب الناسُ تقلصت عنهم كل ظلال الشناعة فرأوا كل ما فيهم جميلاً، ومتى رأى الناس كل ما فيهم جميلًا عرفوا الحب، ومتى عرفوا الحب عرفوا الحياة “.
المحب يموت مرتين، حين يغادره حبيبه وحين تفارق روحه جسده .
دعوا للحب حريته، دعوه يتنفس دون قيود مارسوه بصدق ابذروه في أرواحكم، تعهدوه بالاهتمام، وحاربوا من أجله كل متعجرف ، فحين يزور قلوبكم سيفتح الأبواب الموصدة ، وتشرق شمسه دون مغيب .
