إن تقييم عمليات الحج لا يقل أهمية عن التخطيط والتنفيذ له؛ فبعد انقضاء الموسم تتم عملية تقييم الخدمات التي قدمتها الجهات المعنية بالمشاركة، ومن ضمنها وزارة الصحة؛ حيث تبذل الوزارة جهودًا جبارة لرعاية الحجّاج صحيًّا أثناء أداء المناسك لتقليل نسب الأمراض والأوبئة والوفيات في تجمع بشري هائل في مكان ضيق وأيام محددة؛ فرغم تلك الأعداد المهولة وشدة حرارة الطقس إلا أن النجاحات الصحية الكبيرة تُعتبر مصدر فخر واعتزاز وإشادة وثناء لهذه الوزارة، وعلى رأسها معالي الوزير النشط فهد بن جلاجل وكافة منسوبيها. فبحسب تصريحات معالي الوزير فقد بلغ عدد الوفيات ما يربو عن ١٣٠٠ حالة ٨٣% منها حج بلا تصريح ممن تعرضوا لإجهاد حراري وضربات شمس وغيرها من الحالات الطارئة، وهنا نطرح مقترحًا بمشاركة طلاب وطالبات الكليات الصحية بمنطقة مكة المكرمة في مباشرتها كجزء من التدريب العملي والحالات التعليمية الحية التي تعطي خبرة حقيقية مميزة؛ إذ توجد بالمنطقة أربع جامعات حكومية بها كليات صحية متنوعة التخصصات؛ إضافة إلى الكليات الصحية الأهلية، ومن المعلوم أن البرنامج التعليمي لهذه الكليات يتضمن ساعات معينة من التدريب العملي التي يمكن أن يقضيها الطلاب والطالبات في المشاركة بموسم الحج بالتنسيق مع وزارة التعليم ووزارة الحج والعمرة؛ وبالإضافة لذلك تُشكل هذه الأعداد قوةً صحيةً مساندة تدعم جهود الكوادر الميدانية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن؛ فمثل هذا المقترح سيُعتبر فرصة مميزة للطلاب والطالبات لممارسة العمل الصحي باحترافية عالية مما يُسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وفي ذات الوقت يحقق وفرةً في الكادر الصحي؛ إذ يمكن معه الاقتصار على انتداب أعداد قليلة من الكوادر الصحية المتخصصة للحالات الحرجة للأعضاء كالقلب والباطنة والصدرية، وترك مهمة الحالات العادية للطلاب والطالبات المشاركين.
0