همس الحقيقة
اُكتب يا تاريخ.. اكتب بماء من ذهب، اكتب يا تاريخ فإن لم تكتب الآن متى تكتب؟ اكتب يا تاريخ بحروف نابضة بالبهجة أن كلمة “لا” أصبح لها مذاق لذيذ جدًّا وطعم خاص، أفرحت قلوب كل الاتحاديين، وأسعدتهم كثيرًا، وجعلتهم يشعرون بالفخر والاعتزاز بمن قال كلمة “لا” حفاظًا على حقوق ناديهم ولمصلحة كيان عملاق بقي في كل مسيرته شامخًا وسيظل شامخًا، اكتب يا تاريخ فإن لم تكتب الآن فمتى تكتب؟!
-اكتب يا تاريخ ولا تبالِ فمنذ متى التاريخ تلتهب صفحاته بنار الخوف والذعر؟ وهو الذي يدوّن فيها سيرة “الأبطال” وتفاهات كل “الجبناء” الذين عجزوا أن يقولوا كلمة “لا” في مواجهة من لهم موقف من كلمة “الحق” المعبرة في طياتها عن رأي يعبر عن وجهة نظر قابلة للصواب والخطأ، تحتاج إلى من يحتضن فحواها، ويحتوي أهدافها ويدرس معانيها، ويتغلغل في غاياتها النبيلة ومُسببات فرضت إحلال كلمة “لا” بديلًا لنعم، كلمة تحولت من لفظ جميل ومريح إلى لفظ ثقيل -إن قيلت- بدون اقتناع ووجدت من يرغم على قبولها لتصبح يا تاريخ لا قيمة لها لما فيها من المهانة والألم، أليس وصفي صحيحًا لها أيها التاريخ؟! فكم وكم من المرات والحالات رصدت في سجلاتك ممن قالوا “نعم” تملقًا أو خضوعًا؛ فكانت نهايتهم نهاية مخزية في مقبرة النسيان.
-اُكتب يا تاريخ أن رئيسًا لنادي الاتحاد لم يمضِ على انتخابه سبعة عشر يومًا وجد نفسه في موقف “لا يحسد عليه” عبّر عن قناعاته من موقع “المسؤولية” ونظام يجيز له التلميح والتصريح استخدم كلمة “لا” بكل أدب، نطق بها ببساطة.. كلا ثم كلا أن يسمح للاعب كريم بنزيمة أن يتحكم في مصير فريق أو نادٍ مهما كانت حجم نجوميته؛ ليجد من يستكثر عليه قول “لا” ليُقابلها الرفض القاطع بكلمة “لا”، وهناك فرق كبير بين لاءاته ولاءات تظن أنه سوف يخضع ويقول طمعًا بالبقاء في الكرسي الساخن “نعم”؛ ليقول “لا ” مدوية مزلزلة في كل أنحاء الكون الرياضي ليشاء القدر المكتوب، لتكتب أيها التاريخ اسم لؤي ناظر “خالدًا” في ذاكرة ناصعة البياض في صفحاتك بكلمة “لا” الصادقة بكل ما احتوته من مدلولات كثيرة لعلها تجد اليوم أو غدًا “صداها” المأمول، وإن طال الانتظار حتمًا ستجد من ينصف الحقيقة وينصف قائلها، ولنا فيك أيها التاريخ كم هائل من الحقائق، كانت محبوسة الأدراج إلا أنك منحتها حقها من الحرية الكاملة، وإن بقيت خافية في غرفة مظلمة إلا أنها في يوم من الأيام رأت النور.