شهدت بيئة الأعمال الحديثة العديد من التغيُّرات والتطورات في مجال تكنولوجيا الإنتاج والاتصال والمعلومات، وصاحب تلك التغيُّرات ظهور أفكار إدارية تعتبر بمثابة أهداف وإرشادات لأنشطة الشركات، حتى تُمكنها من المنافسة والاستمرارية.
وتحتاج المنظمات بشكل دائم إلى التطوير المستمر؛ لتبقى في سوق المنافسة والتميز، كما تحتاج أيضًا لابتكار أساليب جديدة؛ لتحقيق احتياجات العملاء بجودة واحترافية عالية.
ومن الركائز الرئيسة لرؤية المملكة 2030 توفير بيئة تطلق إمكانات الأعمال وتوسّع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل لجميع السعوديين، وتحفيز وتمكين الشركات بأن تتحوَّل إما من شركة محلية إلى شركة إقليمية رائدة أو شركة إقليمية رائدة إلى شركة عالمية رائدة، والعمل على تعزيز وترسيخ مكانتها، ما ينعكس إيجابًا على صورة المملكة ومتانتها الاقتصادية، ورفع المحتوى المحلي وتنويع الاقتصاد وإنماء الشركات بما فيها الصغيرة والمتوسطة، وخلق المزيد من فرص العمل.
لذلك كان على المنظمات البحث عن أساليب وإستراتيجيات لمواكبة هذه التغيرات، ومن بين هذه الإستراتيجيات إستراتيجية “كايزن” اليابانية، والتي تُركز على التحسين المستمر في العمليات والأداء والجودة، والسعي نحو التحسين الدائم وعدم الاكتفاء بالوضع الحالي، وتحقيق رضا العملاء عن طريق تحسين جودة المنتجات والخدمات، وتشجيع المشاركة والتعاون بين جميع العاملين، وتحديد وتقليل الأنشطة التي لا تضيف قيمة للعملاء، وتحفز القادة إلى تشجيع ودعم العاملين، وتحفيزهم على المشاركة في عملية التحسين.
ويعمل التحسين المستمر على توليد النمو والأرباح من خلال التخطيط للنمو على المدى الطويل، فيتم تصميم العملية أو الخدمة لتلبية ما يتوقعه العملاء، فعلى المنظمة أن تبني التغيُّرات والتحقق من عملياتها الداخلية لتتماشى ليس فقط مع الاتجاهات الحالية، بل تتعدى ذلك إلى التغيُّرات المستقبلية المتوقعة، مع مواكبة التغيرات والاتجاهات العالمية، ثم تقييم تأثيرها على عمل المنظمة الحالي.
وتسعى أداة “كايزن” إلى التغيير في عمليات المنظمة وأفرادها نحو مزيد من الكفاءة والفاعلية، وتركز على التحسين المستمر من خلال تجزئة العمليات المعقدة إلى مجموعات فرعية بسيطة، ثم يتم العمل على التحسين لهذه المجالات البسيطة من خلال تكاليف منخفضة أو حتى بدون تكلفة، وتركز أيضًا على التحسين لكل فرد في المنظمة، وتنفذ على جميع جوانب العمل والتي تتمثل بالموارد البشرية، وتقنيات العمل، وجودة الأداء، وعامل الوقت في أداء الأعمال، وإدارة المخزون، وكل ما يتعلق بالجوانب الإنتاجية والتسويقية.
وفي خاتمة القول.. فإن أداة “كايزن” (Kaizen) تلعب دورًا حيويًا في تحسين العمليات المستمر داخل المؤسسات والشركات، وتستند فلسفة “كايزن” إلى الفكرة القائلة بأن التحسينات الصغيرة والمستمرة يمكن أن تؤدي إلى تحسينات كبيرة على المدى الطويل، ويمكن تحديد أهمية ودور فلسفة أداة “كايزن” في عمليات الإنتاج وزيادة الربحية بالآتي:
1- باستخدام أدوات “كايزن”، يمكن تحديد وإزالة الأنشطة غير ذات القيمة أو المهدرة في العمليات، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية.
2- تشجع “كايزن” الموظفين على التفكير الإبداعي واقتراح أفكار جديدة للتحسين، مما يُعزز ثـقافة الابتكار داخل المؤسسة.
3- تُساعد أدوات “كايزن” في تحديد وتحليل ومعالجة المشكلات في العمليات، مما يؤدي إلى تحسين الجودة وتقليل الأخطاء والعيوب.
4- تشجع فلسفة “كايزن” على مشاركة جميع الموظفين في عملية التحسين، مما يُعزز التفاعل والتواصل بين أعضاء الفريق، ويزيد من مشاركتهم وولائهم للمؤسسة.
5- من خلال تحسين العمليات وتقليل الأخطاء والعيوب، تُساهم “كايزن” في تقديم منتجات وخدمات أفضل، مما يزيد من رضا العملاء.
6- تحسين الكفاءة وتقليل الفاقد، يمكن للمؤسسات تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف.
0