المقالات

أسعد عبد الكريم.. كالمطر أينما حل نفع

‏بداية.. لا بد أن أشيد بصحيفة “مكة” التي استطاعت أن تخترق أسوار حدائق استراحة المحارب القديم المتجدد الرمز الوطني الشمولي: أسعد عبد الكريم لنعيش بين فينة وأخرى مع لذيذ ثمار تلك الحدائق الفكرية المتنوعة الثرية والغنية .. حيث من أراد أن يتصفح عناوين وجودة محتوى وهوامش الروح الإيمانية والمشاعر الوطنية والرؤى الفكرية والحس الأمني الشامل من ضبط وربط شرطي، واستشراف مروري وهاجس إدارة، ورسالة إعلام جاد وعصف ذهني، وبوح مشاعر نثرًا وشعرًا، والبُعد الإنساني والمجتمعي الراقي في شخص إنسان. حتمًا سيجدها في ركض وحراك شخص معالي الفريق/ أسعد عبد الكريم الفريح سيرة ومسيرة وعملًا وتعاملًا نحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحدًا .
‏فمثلما اعتلى أعلى المناصب في مجال الأمن مرور جوازات أمن عام ثم مستشارًا. الذي أمضى في خدمته جلّ مسيرة حياته العملية بين الرياض وعسير والطائف وجدة بل عموم منظومة العقد الفريد، أيضًا كان ذات الفارس المميز في مجال الأدب والشعر والسرد الابتداعي؛ حيث للمقال والرأي في مسيرته مساحة، ومع الشعر والتغني بالوطن ساحة وفي البوح حدائق فواحة، وفي مجال الرياضة كان ميدانه عامرًا بالتضحية في خدمة الشباب ممثلًا ذلك في نادي الاتحاد، وتحديدًا الفترة الذهبية عندما أشرف على فريق كرة القدم 1417، ودعمه المتواصل من قبل ومن بعد .
‏.. حينما كانت حوادث المرور تُشكل هاجسًا لكل مسئول لما كان يترتب على ذلك من خسائر بشرية تفوق مآسي الحروب ومالية كبيرة تنخر في مقدرات الدول والشعوب، كان متعه الله بالصحة ودوام التوفيق والسداد تواقًا؛ لأن يكون جزءًا مهمًا مع فريق العمل يومها، فأسس نفسه في مجال المرور تأسيسًا علميًّا . مما كوّن مخزونًا إداريًا ومعرفيًّا أسهم في معالجة الكثير من السلبيات يومها، والتنسيق مع جميع الجهات التي كان يراها شريكًا مؤثرًا في المهام .
‏.. أما في مجال الأمن فلا أحد ينكر جهوده التطويرية شكلًا ومضمونًا، حيث سعى للقضاء على ما تختزنه الذاكرة من صور ذهنية عن رجل الأمن ذي البزة العسكرية التي كانت ترسم شيئًا من الخوف، فكان له بفضل الله رسم الصور الذهنية الإيجابية لرجل الأمن وربط ذلك بالشراكة لما كان يؤكده سمو وزير الداخلية آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- بأن كل مواطن رجل أمن، فخلق أجواء داعمة، كانت بفضل الله مؤثرة في التلاحم والتعاضد الأمني بصورة تغلبت حينها على كثير من الأوضاع التي كان تهدد الأمن الداخلي بنجاح تواصل أثره الطيب فيما بعد، فتضافرت الجهود الإدارية والميدانية العملية مع تغير في الشكل روعي فيه قيمة وقامة رجل الأمن وأهميته، وكذلك الإدارات والمراكز والآليات، فكان التطوير شموليًا خلاقًا والتفصيل في ذلك يطول .
‏.. أما في مجال الجوازات فقد شهدت أكبر منطقتين في المملكة الرياض ومكة المكرمة إبان بداية توليه إداراتهما ثم فيما بعد رؤى وخطوات من حيث الأهداف الإستراتيجية حينما تسنم سدة المديرية لتحقيق مساحات أكبر وأشمل وأعم نفعًا؛ لتطوير ومواكبة مساهمات أمنية فاعلة لتحقيق جوانب كانت مشرفة في حينها أسهمت لا شك في تحسين الخدمات الشاملة وبيئة العمل الصحية المحفزة، وتسخير التقنية الحديثة لتعزيز تسهيل الإجراءات وتحسين علاقات المستفيدين والمراجعين حين كان الوافدون يتجاوزون ستة ملايين ما بين عاملين وعوائلهم وحجاج ومعتمرين وزوار وتأشيرات مرور، وقد كتبت حينها مقالات عدة لتوثيق تطورات تلك المرحلة .
‏.. وفي مجال الثقافة والأدب والمناشط المجتمعة، فحدث بشرف وفخر حيث كان معاليه يمتك ملكة مميزة في مجال كتابة المقالة أو السرد القصصي المدعوم بالحكم والأمثال التي يوظفها في سياقات ممتعمة وماتعة تكاد تكون لزمات عرف بها. هذا في النثر أما في الشعر فالحديث ذو شجون سيما في حب الوطن؛ حيث ذكرت الكثير من المراجع أن له أكثر من خمسين عملًا شعريًا في الوطن، صدح بها كبار فناني المملكة. تجسد حماسة وتحفيز وترسيخ لحمة وتعاضد .
‏.. وفي مجال الرياضة، سعد الميدان الرياضي بحراك شخصه الكريم منذ عقود سيما مع عميد الأندية الاتحاد الذي اشرف فترة علي إدارته، وكان داعمًا لجميع إداراته، وله قبول مميز لدى جماهير الاتحاد وأيضًا الجماهير الرياضية بصفة عامة لما يتمتع به من روح رياضية، جعلته محاطًا بمحبة الجميع .
‏ختامًا .. هذه رؤوس أقلام أو عناوين لبعض من مراحل مسيرة الأستاذ: أسعد عبد الكريم دفعني لذكرها استقطاب صحيفة “مكة” له؛ ليتحفنا بمقالات هي في حقيقتها تواصل وتأصيل ووثائق تبلور عطاءً يصعب على أي كاتب أن يوجزه في مقال دون أن يعتذر عن التقصر، لكن يبقى الأمل في سعادته بأن يعكف على جمع عبق سيرته وعطاء مسيرته في ديون يؤطر ذلك ويوثقه . ثم أليس ذلك شفيعًا لنا، وله بأن يحظى معاليه بشرف تسمية شارعين في الرياض وجدة. ليكون في ذلك لمسة وفاء يستحقها وتحفيزًا للأجيال، وهو صاحب مقولة: “نعم الوطن ليس خطًا أحمرَ، ولو كان شديد الحمرة، بل ولو كانت هناك خطوط أقوى وأفعل من الحمرة، ولو اللفظ يسعف لقلنا ولا حتى خطًا أسودَ فهو أعلى وأجل من كل الخطوط بكل ألوانها، إن من يجرؤ على حمى الوطن سيتمرغ وجهه في أشدها سوادًا وحلكة. الوطن بالنسبة لنا حياتنا، وقادتنا هم كبارنا وتاج على رؤوسنا، هم رأس العائلة السعودية، شموخها وعمودها الفقري، وهم أساس هذا البناء العظيم المملكة العربية السعودية، إن لمقامهم بيعة واجبة بأيدينا وبيعة وفاء بعقولنا وبيعة حب بقلوبنا”، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى