همس الحقيقة
سؤال استوقفني طويلًا، وأحسب أنه استوقف كثير مثلي من متابعي المشهد الرياضي الذي مرّ ويمر به نادي الاتحاد؛ وذلك بعد استقالة المهندس لؤي ناظر وقبول المهندس لؤي المشعبي أن يكون خلفًا له، هذا السؤال هو هل سيكون “المشعبي” بعد معرفته ما مر به رئيسه السابق، والذي اختاره أن يكون نائبًا له، وعقب علمه التام ببواطن الأمور كبيرها قبل صغيرها في الآلية التي تدار بها شركة نادي الاتحاد مغلوب أم غالب على أمره؟
-الإجابة على هذا السؤال الصعب دعت ذاكرتي تلقائيًّا إلى استرجاع مشهدين لهما علاقة بالرئيسين السابقين لنادي الاتحاد أنمار الحائلي ولؤي ناظر، وإشكالية نفس السؤال هل كان أحدهما أو كلاهما مغلوبًا أم غالبًا على أمره؟
ولنتمكن من تحديد إجابة معرفية قريبة إلى حدٍ ما، ولا أدعي أنها دقيقة على هذا السؤال سنكون حتمًا على موعد آخر مع موقف الرئيس الحالي لنادي الاتحاد لؤي المشعبي والحال الذي سيكون عليه؟
-من خلال قراءة للمواقف التي تعرض لها أنمار الحائلي في فترة رئاسته الأخيرة على مدى موسم كامل، نلاحظ عبر ما نشر له من تغريدات، وعرض له تليفزيونيًا من تصريحات أنه وضع أو وضع نفسه في موقف “المغلوب” على أمره بطوعه وإرادته، ولا فرق بينه وبين “المشعبي” الذي قبل المهمة، وقد أصبح المشهد خلفه وأمامه أكثر وضوحًا وإلمامًا ووعيًا بعدما اتضحت له الصورة كاملة، والفرق بين رئيس مغلوب على أمره ورئيس غالب على أمره، وأعني بالأخير لؤي ناظر الذي انتصر من وجهة نظر عملية لقناعاته، وفضّل تقديم الاستقالة خير له من أن يبقى مغلوبًا على أمره، ويخضع لقرارات غير مقتنع بها.
-كل هذه الأسئلة المشروعة تضعنا أمام حالات ثلاث، وسؤال آخر يطرح نفسه للإجابة، مَن مِن الرؤساء الثلاثة كان على حق أو على صواب في قراره من رضي أن يبقى مغلوبًا على أمره أم من اختار أن يصبح غالبًا على أمره ؟
-وهنا ليسمح لي القارئ الكريم أن أطرح استنتاجًا قابلًا للرفض والقبول، وهو لو أن أنمار الحائلي فعل مثلما فعل لؤي ناظر قدّم استقالته هل وصل الحال بالاتحاد لما حدث له بالموسم الماضي ولما وصل إليه الآن؟ أعرف أن الإجابة مُحيرة جدًا وصعبة، ولا أريد أن أظلم الحائلي ولا كذلك الرئيس الحالي ولكن حتمًا سنعرف الإجابة الحقيقية في نهاية الموسم أو قبله من يدري؟! وبالتالي أتركها “مفتوحة” لأني لا أعلم “الغيب” من جهة ومن جهة أخرى، وقد أكون مخطئًا في حكمي وفهمي”من منهم كان غالبًا أو مغلوبًا؟” ذلك أنه اجتهاد مني قابل للخطأ والصواب، نفس الشيء ينطبق على الأندية الثلاثة “الأهلي والنصر والهلال”، ولا ندري لماذا -كما يقال- الهلال غالب على أمره بينما الاتحاد والأهلي والنصر مغلوب على أمرهم وفق جوانب لنا الظاهر فيها ولا نعلم ببواطنها، ومن ثم لا نستطيع الجزم بصحتها ذلك أنه في جميع الأحوال، ومن المؤكد أن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم بما تخفيه أقداره جُلة قدرته، ولعلنا في قصة يوسف عبر وعظة الذي أراد به إخوته أمرًا إلا أن للواحد الأحد كان له أمر آخر قضى به في حكم الغيب وقد ورد في قوله تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ) (سورة يوسف الآية 21).