دراسات علم الأعصاب وبتركيزها على تتبع مسارات نشاط الدماغ قد غيَّرت الكثير من التصورات عن العقل والسلوك بما في ذلك أخطر القرارات التي يتخذها الإنسان.
لقد درجت البشرية خلال القرون على اعتبار العقل طاقة نورانية غير مفهومة، ولكن علم الأعصاب قد تحقق بما لا يدع مجالًا للشك بأن العقل نتاج الدماغ، وبأنه عُرضة لكل النقائص والخلل والاضطرابات التي تعتري نشاط الدماغ، وبأن كل ذلك مرهون بانتظام أو زيادة أو نقص الهرمونات المسؤولة عن حركة الدماغ، إن التعقل مشروط بتعقيدات هائلة، وهذا مصدر العظمة لكنه مصدر الهشاشة.
لقد درجت الإنسانية خلال القرون على اعتبار العواطف مضادة للعقل، وأنها تعوق عمله ثم اتضح بأنه لا يوجد انفصال بين العقل والعواطف؛ فكلها نتاج نشاط الدماغ، إن العواطف هي جهاز التقييم؛ فهي مصدر الاختيار وهي المكوِّن الأهم في القرارات.
كان التصور بأن الإنسان كائن عقلاني تمامًا في الاختيارات الاقتصادية، ولكن اتضح أن هذا التصور غير صحيح؛ فنشأ عن ذلك علم جديد يُسمى (علم الاقـتصاد العصبي).
مع نهاية القرن العشرين وما مضى من القرن الحادي والعشرين تضافرت جهود عالمية من أجل دراسة الدماغ البشري، والتعرف على نقاط القوة ونقاط الهشاشة ومصدر الإبداع، وأسباب الاضطرابات التي تعتري البشر.
0