المقالات

يانا فدا من بدا

تُعد عبارات الترحيب بقدوم الضيوف من أهم المبادئ التي تربّى عليها شعب المملكة العربية السعودية بصفة عامة وأهل الباحة بصفة خاصة، والتي اُستمدت من الثقافة العربية الأصيلة. حيث اشتهر أهل الباحة بعباراتهم الرنانة التي تُعبر عن حُسن الضيافة والكرم، وما عبارة (وأنا فدا من بدا) التي رفرفت عالية في سماء مداخل منطقة الباحة في صيف هذا العام إلا واحدة من عشرات العبارات الترحيبية التي كان يتغنّى بها الأجداد ترحيبًا بمقدم الضيوف واحتفاءً بهم، ولا تقتصر هذه العبارة على أشكال التعبير اللفظي فقط إنما كل ما يقوم به المضيف تجاه ضيفه هو رسالة ترحيبية لها معناها ووزنها، سواء عبّر عنها بلغة جسده التي تشمل كل حركاته وسكناته، أو حتى شكل منزله ورائحته ونظافته.
وإذا ما أمعنا النظر في عبارة (وأنا فدا من بدا)، وفهمنا مدلولها اللفظي والمعنوي فإننا وبلا شك سندرك أنها قد لخصت أسمى معاني الترحيب بالضيوف؛ حيث تمنحهم الشعور بالفرح والاطمئنان، وتعكس مدى فرحة المضيف بالضيف حتى إنه جعل نفسه وكل ما يملك فداء لقدومه، كما أن هذه العبارة تدل على الترابط بين الناس بإظهار الود لهم حتى وإن كانوا غرباء عن الديار لذلك فلا غرابة أن تكون مثل هذه العبارات مستمرة حتى يومنا هذا بذات الصيغة، ولا عجب كذلك أن تسمع عدة صيغ ترحيبية مشابهة لها مثل قولهم: يا هلا بكم من ممشاكم إلى ملفاكم، و حياكم الله وحيّا من حضر، وحياكم الله عداد الشجر والحجر ، وأسفرت وأنورت، واستهلت وأمطرت، ومرحبًا هيل، عداد السيل، ومرحبًا ألف، وغير ذلك من العبارات التي يتفنن كل مضيف بتقديم الكثير منها بلباقة تشعر الضيف بأهميته ومكانته عنده .
ومسك الختام.. فإن من الأمور الجميلة والرائعة التي لفتت نظري في صيف الباحة هذا العام تلك الرسالة النصية الترحيبية التي ترد على جوال كل من يزور المنطقة باسم الأمير حسام بن سعود بن عبد العزيز – حفظه الله – والتي تحمل أجمل عبارات الترحيب بقدوم ضيوف وزوار المنطقة؛ بالإضافة إلى احتواء هذه الرسالة على رابط إلكتروني يوضح أهم ما تمتاز به المنطقة من أماكن سياحية ومناظر خلابة وتنوع في التضاريس واعتدال في المناخ، والتي جعلت من الباحة أحد أبرز وجهات السياح في المملكة والخليج العربي، وكذلك تضمنت إبراز أهمية السياحة كصناعة تعمل على خلق الفرص الاستثمارية والوظيفية لمختلف فئات وشرائح المجتمع .
همسة قلم :
الترحيب كلمات وعبارات مليئة بمعاني الألفة والمحبة نابعة من داخلنا لكل زائر وضيف.. فيا نا فدا من بدا.

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى