المقالات

فركة أذن ترامب

تابع العالم حادثة إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق ترامب والمرشح في الانتخابات القادمة، وكيف أصابت أذنه (وبمناسبة الأذن دعوني أروي لكم قصة وقعت بمعركة بدر حيث إن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- وجد أبا جهل يحتضر فصعد على صدره، وجز رأسه وأراد أن يحمله فما أطاقه فسحبه من أذنه بعد أن خرمها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال له أذن بأذن والرأس زيادة، وذلك أن أبا جهل حين اضطهاد المسلمين في مكة قد علق ابن مسعود بأذنه على جدار)، وبعيدًا عن ملابسات واقعة إطلاق النار على ترامب والتخطيط لها والمستفيد منها؛ فقد أظهرت مدى اهتمام العالم بالانتخابات الأمريكية، وتوالت التعليقات والتحليلات الإعلامية لما لأمريكا من أثر على السياسة العالمية والاقتصادية؛ فهي السوق العالمي الأول الاستهلاكي والمنتج، ولكن هل هذه فركة أذن خشنة للمرشح ترامب حتى لا يخرج عن النسق المرسوم أو هو امتداد للعنف السياسي كما حدث باغتيال جون كنيدي أم تكون مسرحية هزلية رسمها ترامب وفريقه لزيادة الشعبية واستعطاف الناخبين !
إن ما يجب فهمه هو أن أمريكا دولة مؤسسات، وأن الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين يتبادلان الرئاسة الأمريكية يتحركان على هامش ضئيل أو مساحة ضيقة من الحرية، وأنهما ينفذان سياسة محددة لا تتغير بتغير الحزب الحاكم ولا بالرئيس المنتخب، وقد يكون ذلك من أسباب استمرارها القوة الأولى عالميًا .
ومن الأمثلة على ذلك في بقعة واحدة من العالم وهي الشرق الأوسط مثالان متضادان لثبات السياسة الأمريكية رغم تغيير الوجوه؛ فعندما كان العراق هدفًا لها استمر الاستهداف لثلاث دورات انتخابية، بدأت بعد إخراجه مهزومًا مطرودًا من الكويت بالمقاطعة، وانتهت بالاجتياح دون أي تغيير وفي المقابل عندما كانت إسرائيل ومساندتها هدفًا، استمرت في دعمها وتسابق المرشحون للرئاسة الأمريكية للتقرب والولاء لها رغم كل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل دون أن يرف لأي منهم جفن لما يُرتكب .
ولقد فهمت قيادتنا الرشيدة هذه السياسة؛ فاستطاعت أن تتعامل معها بكل احترافية منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- فلم يتبجح رئيس أمريكي على السعودية بمثل ما تبجح به الرئيس الحالي بايدن في حملته الانتخابية، وحين أصبح رئيسًا أجبرته الحكمة والحنكة والمكانة السعودية أن يأتي إليها مصافحًا راضخًا.
وبالنسبة للانتخابات الأمريكية؛ فقد رشح الكثير فوز ترامب ليس لأجل ترامب ولا لتميز حملته أو برنامجه الانتخابي، ولكن ليتعامل مع بعض الملفات الهامة بطريقة تحفظ على المصالح الأمريكية، وتستكمل الخطط بطرق مختلفة بعد أن أوصلها بايدن إلى طرق مسدودة.

ضيف الله الثبيتي

مستشار قانوني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ومع ذلك قد يفوز بايدن خصوصاً لو تمت إدانة ترامب بالاتهامات الموجهة له ، وفي كلتا الحالتين لا فرق بين بايدن وترامب إلا كما الفرق بين فردتي حذاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى