يتفق مُعظم الخبراء على أن ما حدث اليوم هو كارثة تقنية كبيرة ستؤدي إلى خسائر اقتصادية غير مسبوقة، وبسبب خطأ تقني فادح مشترك بين عدة جهات كبيرة منها: عملاق البرمجيات (مايكروسوفت) ..
وبعيدًا عن الدخول في التفاصيل التقنية التي يمكن أن يكون من السابق لأوانها معرفة حيثياتها، إلّا أن ثمة ملاحظات مهمة لفتت انتباهي.
أولًا: التحليل الأولي يُشير إلى تحديث تقني قامت به شركة مايكروسوفت، وتعارض هذا التحديث مع خصائص تشغيلية لأحد أهم تطبيقات الأمن السيبراني في العالم (CrowdStrike). ولكن الغريب في الأمر أن من أبسط عمليات الجودة التي تقوم بها الشركات الكبيرة عادة هو اختبار نسخة تجريبية، وإعطاء فرصة للمطورين والمستفيدين لتنبيه الشركة في حال وجود أي خلل أو مشاكل تقنية محتملة، ولعل الشركة المسؤولة عن الخلل الآن مطالبة بشكل كبير بتوضيح الإجراءات والآليات التي تم اتخاذها قبل هذا التاريخ.
ثانيًّا: ما حدث اليوم هو رسالة واضحة لأهمية تفعيل مصفوفة المخاطر السيبرانية، والتي تُساهم بشكل فعّال وكبير في سرعة إيجاد البدائل التقنية المناسبة، وعدم الاعتماد على نظام واحد مهما كانت خصائصه التشغيلية الكبيرة.
ثالثًا: الشركات والمؤسسات التجارية التي لا زالت في مراحلها الأولى من تأسيس أقسام مختصة بالأمن السيبراني، أو خصصت ميزانيات متواضعة لها بسبب عدم الشعور بالقيمة الاستثمارية لها، ما حدث اليوم يُعتبر تنبيهًا مسبقًا ودرسًا مهمًا يجب الاستفادة منه فورًا بالاهتمام ببناء إستراتيجية شاملة تحقق أقصى درجات الحماية السيبرانية وضمان استمرار الأعمال في حال حدوث كوارث سيبرانية.
نفخر في شركة حجاج مطوفي أفريقيا بدعم مجلس إدارتها بقيادة الدكتور أحمد سندي بتأسيس منظومة رقمية أمنية قوية متواءمة من أنظمة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ساهمت بشكل كبير في تفادي كثير من الكوارث التقنية العالمية ..
– أكاديمي ومستشار شركة مطوفي حجاج إفريقيا الدول غير العربية للتحول الرقمي