المقالات

أزمة القبول في الجامعات ‏

 عندما ظهرت نتائج القبول المبدئي، في غالبية جامعات المملكة، واستُبعدت النسب الموزونة المتوسطة والمنخفضة من القبول، ولم يشملها وأخرجها من حساباته، يتضح أن هناك فجوة كبيرة بين التعليم العام والتعليم العالي.

‏ والسؤال المنطقي: أين يذهب هؤلاء الخريجون بعد المرحلة الثانوية؟
‏والأغرب من ذلك أنهم حتى برامج الدبلومات لم تشملهم، وتوزعت مقاعدها على النسب العالية التي في الأصل لا تطمح إليها، وإنما طموحها القبول في تخصصات نوعية.
‏ أتمنى أن يضع الفرز الثاني هذه المشكلة في حساباته ويجد حلًا لمثل هذه الأمور، ويلبي رغبات الطلبة.
‏ يقدّم الطلبة على أكثر من أربعين رغبة، وبعض الرغبات يُجبرون عليها بترتيبها، ثم يُفاجَأ المتقدمون بعدم قبولهم في أي رغبة تم اختيارها من بين الرغبات الأربعين! وبحسب قراءاتي للردود، عبر مواقع الجامعات، فإن بعض الطلبة لهم أكثر من سنة وسنتين يحاولون جاهدين الحصول على مقعد في أي جامعة!

‏ يجب على المسؤولين عن القبول أن يفكروا في الطلبة الذين لا يجدون لهم مقعدًا بعد الثانوية؛ كيف ستكون نفسياتهم؟ وكيف سيقضون أوقات الفراغ الممل، بعد روتين المدرسة؟
‏ تُعد البطالة والفراغ، بعد المرحلة الثانوية، كارثة كبرى على المجتمعات والأسر، وربما تكون طريق الانحراف عن المسار الصحيح في أمور لا تحمد عقباها، فهذه المرحلة بالنسبة للشباب هي أوج تفتح عطائهم ورغبتهم في الإنجاز وافتتاح أبواب المستقبل، فإذا أغلقت الأبواب في وجوههم؛ فسيؤدي ذلك إلى انكسارات نفسية قد تصل أضرارها إلى غيرهم وتضر بالمجتمع عامة.

‏ أرى أن الجامعات فشلت في إدارة برامج الدبلومات المجانية، ومنحتها لطلبة لا يرغبون فيها!
‏لماذا لا يُقبل جميع الطلبة، أصحاب النسب المتوسطة، عبر هذه البرامج، وتقدم هذه الدبلومات من طريق التعليم الإلكتروني (عن بُعد)؟
‏بهذا الأمر تكون قدمت الفائدة والإثراء لطلاب الدبلومات، الذين سيجدون هذه الفرصة منحة دراسية نحو مستقبلهم، ويلتحقون بعد الدبلومات بسوق العمل والشركات… وبذلك يكون الطلبة قد فكروا جيدًا في كيفية التعامل مع حاضرهم، واكتسبوا تجربة قصيرة ثرية بعد مرحلة التعليم العام.
‏يجب ألا نتركهم للفراغ بعد مرحلة التعليم العام، فالفراغ لا يجني منه الفرد إلا الكسل والخمول والانحراف.

‏ وقد سرني ما قامت به جامعة الملك سعود، بإعلانها، عبر مواقعها، بفتح التقديم لجميع الطلاب الذين لم يقبلوا، وسيلتحقوا في بداية الفصل الثاني، بشروط معينة، منها أن يثبت الطالب، بعد نهاية العام، أحقيته بهذه الفرصة، ويكون التحاقه بالتخصص الذي يرغب فيه بحسب معدله.
‏أتمنى أن تحذو بقيّة الجامعات حذوها، وتطبق هذه الفكرة، لكي نعالج أزمة القبول في الجامعات، التي تسببت في الرعب للطلبة وأسرهم.

تعليق واحد

  1. انا اري ان عدم قبول الطلبه اصحاب النسبه المتوسطه والمتدنيه هو قرار سليم وتوجهه جيد
    فما هو المطلوب من الطالب الذي لايملك القدره علي التفوق والتخرج من الجامعه بعد ضياع ٤ سنوات
    انا اري فتح المجال لهم بتخصص مهني متنوع لمده سنتان
    في المصانع العالميه والدول المتقدمه صناعيا
    وتلقي التدريب العملي والتاهل لسد فراغ هذا المجال في الداخل والاستفاده القصوي من هولاء الشباب في بناء قاعده لخدمه الوطن بمجالات متعدده وتهئيتهم لسوق العمل وسد الفراغ المهني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى