عام

صنـدوق الاستثمارات العامـة.. قاطرة التنمية الشاملة بالمملكة

“أصبح صندوق الاستثمارات العامة أحد المحركات الأساسية لنمو الاقتصاد السعودي، واستطعنا – بفضـل الله- مضاعفة حجمه، وسنستمر بخطى ثابتـة نحو تحقيق أهدافه المرتبطة برؤية المملكة 2030”.. هكذا صرح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن دور صندوق الاستثمارات العامة في هيكل الاقتصاد السعودي، وهو الدور الذي برز وتنامى بفكر ورعاية سموه – حفظه الله-، وهو ما سنحاول رصده في السطور التالية.
تأسس صندوق الاستثمارات العامة في عام 1971م ليكون رافداً اقتصادياً وطنياً ساهم – وما زال يساهم- في تأسيس الشركات الحيوية الكبرى محلياً، ومموِّلاً للكثير من المشاريع الاستراتيجية للاقتصاد الوطني، وقد أدَّى وجوده إلى تمكين اقتصاد المملكة من التقدم بخطوات متسارعة أهَّلته للانضمام إلى مجموعة العشرين التي تضم أقوى اقتصادات العالم.
فيما حدثت النقلة النوعية الكبرى في مسصرة الصندوق عام 2015م؛ إذ صدر قرار مجلس الوزراء رقم (270) المتضمن ربط الصندوق بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حيث تمت بعد ذلك عملية إعادة تكوين مجلس الإدارة ليصبح برئاسة سمو الأميرمحمد بن سلمان.. ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة.
وعلى سبيل الإجمال قبل التفصيل – كما يقول أهل اللغة-، يمكننا الإشارة إلى أهمية الصندوق عبر مجموعة من الإنجازات والأرقام التي تُجلي الحقيقة، وأبرزها ما يلي:
– تبلغ أصول الصندوق نحو (4) تريليونات ريال.
– (24%) نسبة الأصول في الأسواق العالمية.
– (21%) نسبة الأصول في القطاعات الجديدة والواعدة.
– (60%) نسبة المساهمة في المحتوى المحلي، تشمل الصندوق والشركات التابعة له.
– حوالي (1.2) مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة سيتم إنشاؤها.
– تأسيس أكثر من (95) شركة في محفظة الصندوق.
– العمل من خلال العديد من القطاعات الاستراتيجية.
ومن حيث التفصيل، نجد أن صندوق الاستثمارات العامة يستهدف: تعظيم أصوله، وإطلاق قطاعات جديدة، إضافةً إلى بناء شراكات اقتصادية استراتيجية، فضلاً عن توطين التقنيات والمعرفة.
وتشمل القطاعات التي يستثمر فيها الصندوق ما يلي: الاتصالات والإعلام والتقنية- الأغذية والزراعة- الترفيه والسياحة والرياضة- الخدمات المالية- الرعاية الصحية- السلع الاستهلاكية والتجزئة- الطيران والدفاع- القطاع العقاري- المرافق الخدمية والطاقة المتجددة- المركبات- المعادن والتعدين- النقل والخدمات اللوجستية- مواد وخدمات البناء والتشييد- متنوعة).
فيما تشمل أنواع الاستثمار بالصندوق ما يلي:
– استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (وعددها 13).
– الاستثمارات الدولية (وعددها 12).
– الاستثمارات العقارية المحلية (وعددها 1).
– الاستثمارات المحلية (وعددها 31).
– الشركات المملوكة للصندوق ( وعددها 33).
ومن ناحية أخرى، تشمل المحافظ الاستثمارية للصندوق ما يلي:
– محفظة الاستثمارات العالمية الاستراتيجية (وعددها 7).
– محفظة الاستثمارات العالمية المتنوعة ( وعددها 1).
– محفظة الاستثمارات الهادفة إلى تطوير القطاعات الواعدة وتنميتها (وعددها 54).
– محفظة الاستثمارات في الشركات السعودية (وعددها 14).
– محفظة الاستثمارات في المشاريع العقارية ومشاريع تطوير البنية التحتية السعودية (وعددها 10).
– محفظة المشاريع السعودية الكبرى (وعددها 5).
وقد أطلق برنامج صندوق الاستثمارات العامة (2021- 2025م) العديد من المبادرات المتنوعة التي تشكّل الأساس الذي يقوم عليه تحقيق تطلعات “رؤية المملكة 2030″، وترجم عبرها طموحاته، وركائزه الاستراتيجية، واعتباراته الاستراتيجية؛ لتضمن بمجملها تحقيق مستهدفاته.
ومن أبرز هذه المبادرات – على سبيل المثال لا الحصر- ما يلي:
– الطيران والدفاع (طيران الرياض- شركة تأجير الطائرات “أفيليس”- شركة الطائرات المروحية “تي إتش سي”- الشركة السعودية للصناعات العسكرية- الشركة السعودية لتهيئة وصيانة الطائرات).
– النقل والخدمات اللوجستية (الشركة السعودية العالمية للموانئ ” السنغافورية”- الشركة السعودية للنقل الجماعي “سابتكو”- الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري “بحري”).
– الاتصالات والإعلام والتقنية (الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي- الشركة السعودية لتقنية المعلومات- الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني “تقنية”- شركة الاتصالات السعودية “إس تي سي”- شركة عِلم).
– الأغذية والزراعة (شركة تطوير منتجات الحلال).
– الترفيه والسياحة والرياضة (سرج للاستثمار الرياضي- أسفار- عسير للاستثمار- مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية- شركة مشاريع الترفيه السعودية “سڤن”- شركة الفنادق والمناطق السياحية “دور”- كروز السعودية- شركة صلة الرياضية المحدودة).
– المركبات (تسارع استثمارات التنقل- سير- شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية “إيفيك”).
– المعادن والتعدين ( شركة منارة المعادن للاستثمار- أرسيلو ميتال- شركة التعدين العربية السعودية “معادن”.
ومن ناحية أخرى، هناك خمسة مشاريع كبرى للصندوق مُصممة لتحفيز الاقتصاد، بحيث تمتد آثارها الإيجابية إلى ما هو أبعد من قطاعي التطوير العقاري والبنية التحتية، مما يساعد في تنويع الاقتصاد من دون الاعتماد على النفط، خاصة بسبب حجمها الضخم. وهذه المشاريع هي كما يلي:
– نيوم: وهو أحد أبرز مشاريع الصندوق، وهو بمثابة انطلاقة التغيير، إذ تقدّم نيوم رؤية طموحة لمفهوم جديد للمستقبل وتبني مركزاً عالمياً لريادة الأعمال والابتكار.ويمتد المشروع على مساحة 26500 كيلومتر مربع، ويعمل بالكامل على الطاقة المتجددة، لتكون وجهة وموطناً للأشخاص الحالمين ولمجتمع حيوي تقدّم من خلاله حلول مؤثرة ومبتكرة.
– القدية: تأسس عام 2018م بقيادة شركة القدية للاستثمار، لتكون القدية عاصمة الترفيه والرياضة والثقافة. وتمتدّ القدية على مساحة تبلغ 376 كم، وتسعى إلى دفع عجلة الاقتصاد السعودي وفتح مسارات مهنية مبتكرة تُثري حياة الشباب السعودي.
– البحر الأحمر الدولية: تأسست شركة البحر الأحمر الدولية في عام 2018م، وهي الجهة المطورّة لوجهتي: “البحر الأحمر” و “أمالا”، وهما من المشاريع السياحية الأكثر طموحًا في العالم، إذ تضع الإنسان والطبيعة في مقدمة أعمالها. وتمتد وجهة البحر الأحمر على مساحة تزيد عن 28 ألف كم حيث تضم رابع أكبر حيد مرجاني مزدهر في العالم. وستساهم الوجهة في الوصول إلى مليون زائر بحلول عام 2030م.
– روشن: تأسست شركة روشن المطور العقاري الوطني في عام 2018م، وهي شركة تطوير عقارية رائدة تعمل على إعادة تشكيل أسلوب الحياة والمعيشة والعمل والترفيه في المملكة العربية السعودية. وتقوم روشن ببناء مجتمعات مستدامة وتساهم في تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030 برفع نسبة تملّك الأسر إلى 70% بحلول عام 2030م.
– الدرعية: تأسست شركة الدرعية في عام 2022م، وهي الجهة المسؤولة عن تطوير مشروع الدرعية، والتي تعد مهد المملكة العربية السعودية، حيث تضم إحدى المناطق المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. وتقدم الدرعية مزيجًا من المعالم الثقافية والتاريخية والسياحية، وتعرض بفخر 300 عام من تاريخ المملكة العربية السعودية للعالم.
وأخيراً.. نرى أن صندوق الاستثمارات العامة يُعد بحق قاطرة التنمية الشاملة بالمملكة، والذي يترجم فعلياً فكر ورؤية سمو ولي العهد – أيده الله- من أجل مستقبل أجمل وأرحب لأبناء المملكة، ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى هدف سمو ولي العهد اللافت في كلمته بالموقع الرسمي لـ “رؤية 2030” (كلمة القيادة) بتحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم.
– رئيس تحرير مجلة “مملكة الاقتصاد والأعمال”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى