الجيل الحالي من أبناء وبنات المملكة نشأوا في مدنٍ أنيقةٍ مكتظة يسكنها ملايين الناس، وتعج بالحركة وبالمتاجر وبالمكتبات، وتتوافر فيها كل متطلبات الحياة بوفرة لم تكن تخطر على بال أحد من أسلافهم القريبين؛ فضلًا عن الأسلاف الأباعد. لذلك كنت أتمنى أن أجد كتابًا يؤرخ لمدينة الرياض، ويوثق مراحل نموها؛ لأن هذا النمو يُمثل ملحمة عظيمة من ملاحم النمو والتغيُّر والتطور.
وفجأة عثرت على كتابٍ توثيقي شامل يتكون من مجلدين ألَّفه الأستاذ/ عبدالله بن محمد بن إبراهيم السليمان ..
الكتاب بعنوان:
(الرياض: مسيرة التطور العمراني والحضري)
وقد نشرته دار “جداول”، وهي دار نشر سعودية نشطة وذات إنتاج واسع وثري ومتنوع، ويديرها الأستاذ/ محمد السيف وهو مثقف مهتم بتوثيق ظواهر التنمية وإبراز الأحداث المهمة، والتعريف بالشخصيات الفاعلة خلال العقود الماضية، وله عدد من الكتب عن شخصيات فاعلة في فترة ماضية ومن كتبه كتاب (سيرتهم: صفحات من تاريخ الإدارة والاقتصاد في السعودية)، وله كتاب ضخم عن (عبدالله الطريقي)، وكتاب ضخم عن (المنقور) فنشره للكتاب الذي عن الرياض قد جاء ضمن هذا الاهتمام التوثيقي لتاريخ التنمية في المملكة، إن كتاب (الرياض: سيرة التطور العمراني) يوثق مراحل النمو لمدينة الرياض منذ أن كانت قرية حتى صارت مدينة زاخرة بكل ما يبهر، إن الكتاب يوثق بالصور ويبرز تفاصيل ذات دلالة حاسمة على التغير الجذري الذي تحقق وهذا شيء رائع؛ لأنه ليس سهلًا الآن العثور على مثل هذه الصور؛ فالتصوير في الزمن الأقدم من مراحل نمو مدينة الرياض، كان نادرًا ولم يكن يخطر على بال الناس الذين عاشوا في تلك الحقبة أنه سيحصل لمدينة الرياض هذا التطور المذهل، وأن الحصول على صور للمباني القديمة ستكون بالغة الندرة وشديدة الأهمية، إن حماس المؤلف واندفاعه لإنجاز هذا العمل التاريخي بهذا المستوى من الشمول والتفاصيل والتوثيق لهو عمل عظيم يستحق أقصى درجات التنويه.
0