صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، كتاب “خرافات أيسوب المصري”، للكاتب الراحل عبد الفتاح الجمل، دراسة وتقديم الكاتبة عائشة المراغي، ضمن إصدارات سلسلة الطبعة الثانية، بعد أن صدرت الطبعة الأولى من الكتاب مع عدد مجلة الثقافة الجديدة في يوليو 2023، برئاسة تحرير الكاتب الصحفي طارق الطاهر.
يكشف الكتاب عن نصوص لم تنشر من قبل للكاتب المصري الرائد عبد الفتاح الجمل الذي يعد المكتشف الحقيقي لأدباء جيل ستينيات القرن الماضي في مصر، ومن عناوين الخرافات بالكتاب: زمارة رقبتنا، أيام النحر، الصبر والمر، البقاء للأطلح، مذكرات نملة، الصرة والشنطة، أذنا الأسد، هذه هي المسألة، خرج ولم يعد، نبوءة فرعونية، الدائرة المقفلة، حصان الملاحة، بصارة، وغيرها.
في مقدمة الكتاب تقول “المراغي”: بمرور الوقت زاد اقترابي من عالم عبد الفتاح الجمل، ومعه يزداد يقيني بأن هناك كتابا مفقودا بالفعل، بل كتب، يشير إليها أصدقاؤه في رسائلهم إليه. ومع توصلي للمزيد من مخطوطاته، وجدت بينها ما توقعته، خاصة بعد جمعي لأعماله الكاملة لتصدر في مجلدين عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، اكتشفت حينها أن نصوصا كثيرة لم تنشر. ثم وجدت بين يدي الكتاب المقصود -غالبا-؛ نسخة كاملة ومفهرسة من “خرافات أيسوب المصري”.
وتفسر لجوء عبد الفتاح الجمل إلى خرافات أيسوب بأنها كانت نتيجة ولعه الشديد بكتب التراث العربي وفي الاقتباسات التي كان يدونها من تلك الكتب في كراسات وقصاصات خاصة، فضلا عن تضمينها في نصوصه الصحفية أو كتبه المنشورة.
جاء بغلاف الكتاب: “شغفه باللغة، والمعنى الذي يؤدي إلى المغزى، وأن تعبر الكلمات تماما عما يشغل العقل ويرهق الوجدان؛ جعله كاتبا متفردا ومكتشفا وراعيا، يعطي بلا حدود ولا ينتظر الجود في المقابل. لم تكن كتابته مقيدة بإطار وظيفي أو إبداعي، بل يكتب في أي شكل وكل موضوع، الكتابة بالنسبة له فعل ممتد، منذ بدأ وعيه وإدراكه يتشكلان في قريته “محب” التي شهدت مولده في 23 يوليو 1923 واستمرت معه في محطات حياته المتعددة والمختلفة، وربما كانت هي الدافع لاختياراته: بأن يدرس اللغة العربية في كلية الآداب الإسكندرية ويتخرج منها عام 1945، وأن يعمل مدرسا ابتدائيا في أبو قير ثم في الكلية الأمريكية بأسيوط، وأن يترك ذلك من أجل الصحافة”.