المقالات

الدكتور فوزي الغامدي -إلى رحمة الله-

بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، تلقيت خبر وفاة الصديق الدكتور/ فوزي بن علي هاجس الغامدي المشرف العام على مجمع الملك عبد الله الطبي في جدة مساء يوم الجمعة الماضي، والحقيقة كان خبرًا وحدثًا جللًا ليس لديّ وحدي، ولكن أجزم على كلّ من عرفه أو تعامل معه -رحمه الله- رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته، ولا شك أن الموت حق وهو بإذن الله من السابقين إلى ضيافة رب رحيم غفور، ونحن اللاحقون، ونسأل الله العلي القدير أن يرحمنا إذا سرنا إلى ما سار إليه، ويجمعنا به في جنات النعيم عند رب غفور رحيم، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقه لمحزونين ولا نقول إلا ما يرضي ربنا “إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ” أن فقدان “أبو مؤيد” خسارة لا سيما كما أشرت لمن تابعوا عمله منذ سنوات أو سعدوا بخدماته أو جمعت بهم في مناسبة أو حدث، سواء في مجال تخصصه أو فيما بعد تكليفه بمهام عديدة كان آخرها إدارة المستشفيات ثم المشرف العام على مجمع الملك عبد الله الطبي بجدة الذي يضم العديد من المستشفيات والمراكز؛ وذلك منذ أشهر. عرفته في مكتب سعادة الدكتور/ عدنان البار رئيس قسم الطب بجامعة الملك عبد العزيز ورئيس مجلس جمعية زمزم، المعار يومها مديرًا للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة -رحمهما الله-، حينها كان مديرًا لقسم الأسنان بمستشفى الملك فهد بجدة قسم المساعدية وقد أشاد به، ولمحت فيه فيما بعد أنه مسئول ضبط وربط وتعامل جاد، حيث كان وقتًا أول الحاضرين الفاعلين وآخرهم بعد انتهاء العمل بساعات يوميًا، وكان يجمع بين العمل الإداري وإشغال عيادته التي حرص على أن يكون على علاقة بالمرضى وتقديم الخدمة المباشرة، المتفاني الذي يعامل المرضى والمراجعين، وكل ما يوكل إليه من مهام بكل إخلاص وتفانٍ ومحبة وأخوة، وقد رفض العمل في المستشفيات الخاصة رغم العروض المغرية ما بين رواتب عالية ونسب جيدة، وزملائه والمراجعين يشهدون بذلك نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا، من سنوات حينما تولى إدارة المستشفيات ثم مجمع الملك عبدالله افتقدناه ولم نعد نسعد بمشاركاته مناسباتنا الخاصة وربما أسرته وأقاربه كذلك عانوا من ارتباطه الشديد بأداء مهام عمله والمتابعته الميدانية؛ لأنه نذر نفسه لما أوكل إليه من مهام رأى بأنها خلاف عمل رسمي إلا أنها مهام إنسانية يخدم من خلالها المرضى، ويسعى بفضل الله وتوفيقه إلى تخفيف آلامهم وإسعاد مرافقيهم وذويهم على حد سواء لا فرق الكل سواسية، ومع كل ذلك نرى أن عمله أخذ جلّ وقته بسعادة غامرة وشغف صادق، يحترم جميع العاملين ويؤطرهم تحت مظلة الفريق الواحد، كان يدرك أن الكمال لله وحده، ولكنه يؤمن بالتكاملية، وأن الجميع يكمل الجميع وأنه جزء من منظومة هو مشرف عليها، وفي ذات الوقت يتشرف ويسعد بالعمل معهم استشرافًا لتلافي جوانب القصور وتحقيق الرؤى الداعمة. كان لا ينسانا من الرسائل كل جمعة أو مناسبة وعادة يرسلها قبل أو بعد صلاة الفجر. نسأل الله له الرحمة والغفران .. وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنان .. والجنة المستقر وحسن المقام، وأن يلهم والديه وأسرته وآله وذويه الصبر والسلوان .. مع صادق تعازينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى