المقالات

لتجسيد ريادة المملكة.. وعلو كعبها في مجال “التقنية” قمة عالمية ثالثة للذكاء الاصطناعي تحتضنها “الرياض”

للتماشي مع رؤية وتطلعات سيّدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” – رعاه الله –، بأن تكون المملكة نموذجًا عالميًا رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن تتمتّع بالقدرات العالية التي تُمكِّنها من تبنّي أحدث الاتجاهات والابتكارات في عالم الذكاء الاصطناعي، ولدعم الجهود الدولية في ذلك المجال من أجل خير البشرية، ولبناء اقتصادات المعرفة لخدمة الأجيال الحاضرة والقادمة، تحتضن العاصمة “الرياض”، فعاليات النسخة الثالثة للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي، خلال الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر من هذا العامّ 2024م، حيث ستتجه بوصلة العالم باتجاه عاصمتنا الوطنية، لمعرفة آخر مستجدات الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء، ورؤساء المنظمات والهيئات الدولية، ومُشاركة أكثر من 300 مُتحدِّث من نحو 100 دولة؛ يُمثِّلون صانعي السياسات في مجال الذكاء الاصطناعي، من رؤساء كبرى الشركات التقنية في العالم، وخبراء التقنية في العالم، وعدد من الشخصيات المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذين سيقدمون خبراتهم ورؤاهم بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على شتى مناحي الحياة، ويعملون على إيجاد الحلول الكفيلة بالتغلب على مختلف تحدِّيات هذه التقنيات.
هذا المحفل التقني الدولي المهم، سيعمل على تعزيز مكانة المملكة دوليًا، ويُجسِّد مسيرة اهتمامها بالذكاء الاصطناعي؛ التي انطلقت منذ وقت مبكر؛ حينما صدر أمر ملكي في العام 1440هـ الموافق لعام 2019م، بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، لترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، ولتكون المرجع الوطني في كل ما يتعلّق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، ولتحصد المملكة جرّاء ذلك؛ المركز الأول عالميًا في مؤشر الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي في شهر يوليو من عام 2023م، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن تورتويس انتليجينس “Tortoise Intelligence” الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم. كما جاءت الأولى في الريادة الحكومية في قطاع الاتصالات – حسب الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) –، كما حققت المركز الأوَّل بين دول مجموعة العشرين في تقرير التنافسية الرقمية، وحلت ثانيًا بين دول مجموعة العشرين في تخصيص الطيف الترددي، وباتت ضمن أعلى 10 دول في متوسط سرعة “الإنترنت”؛ المتنقل واستخدام الإصدار السادس لبروتوكول الإنترنت (IPv6)؛ خاصّة وأن هذه القمة العالمية؛ تُعدُّ واحدةً من أهم القمم العالمية في هذا المجال؛ التي ينتظرها المختصون والمهتمون في العالم؛ حيث ستشهد “الرياض”، حضورًا دوليًا مميزًا من المتخصصين في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وصنّاع السياسات والأنظمة المؤثرين في بناء هذه التقنيات الذين سيجتمعون تحت سقف واحد، لصياغة الأفكار والرؤى التي تُسهم في وضع الأطر والأخلاقيات العامّة، التي تحكم استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي؛ في تسريع عجلة التطور في مختلف المجالات؛ لبناء حاضر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة؛ بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المحلية والدولية، وإطلاق مبادرات دولية باسم المملكة؛ تخدم دول العالم في مجال تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى؛ فإن هذا الحشد التقني المُتخصِّص الذي ستشهده “الرياض”، يأتي تأكيدًا لحرص سمو سيّدي ولي العهد – حفظه الله –، على الاستفادة من هذا القطاع الحيوي؛ لتحقيق تنمية بلادنا الغالية، وتحقيقًا لمُستهدفات رؤية 2030 الطموحة، التي يرتبط بها 66 هدفًا من أهداف الرؤية المباشرة وغير المباشرة؛ من أصل 96 هدفًا. وذلك من منطلق أن التقنية بصفة عامّة، وتلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص؛ قد تقدّمت بشكل كبير في وطننا الغالي، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من كل جانب من جوانب الحياة، ومن ذلك إنشاء “المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي”، وليصبح الذكاء الاصطناعي حاضرًا وبقوّة في الوقت الحالي، حيث ستؤدي التقنية أدوارًا محورية في تنمية الاقتصاد الوطني وتحسين جودة الحياة للمواطن السعودي؛ حيث تسعى المملكة من خلال رؤية 2030، إلى أن تكون منصة عالمية للتقنية والابتكار، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الاستثمار في التقنيات الناشئة. كما أنّ هذه القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة؛ تأتي مُكمِّلة للنجاحات التي حققتها القمتان السابقتان؛ في النسخة الأولى عام 2020، والثانية عام 2022م، والتي انعقدت برعاية كريمة من سمو سيِّدي ولي العهد – رعاه الله –، والتي تنعكس مُخرجاتها إيجابًا، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، انطلاقًا من تعزيز الدور الفاعل للمملكة؛ في دعم أهداف التنمية المُستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، بما يُسهم في تحقيق خير البشرية جمعاء.
والله ولي التوفيق،،،

* المُلحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى