المقالات

أنصفوا الاتحاد واتركوا التعصب

همس الحقيقة 

لم يكن فوز نادي الاتحاد على نادي الوحدة مساء يوم الأحد الماضي بسباعية مُجرد تحصيل حاصل لنتيجة متوقعة مبنية على فوارق كبيرة بين الفريقين، وهذه حقيقة مُسلم بها لا جدال فيها، إنما لهذا الانتصار الساحق أبعاد كثيرة، ويتضمن في محتواه رسالة عميقة نصها باختصار “أنصفوا الاتحاد واتركوا التعصب”.

-حينما بُحت أصواتنا وجفت أقلامنا بالموسم الماضي، ونحن «نسترجي» متأملين ممن يهمهم الأمر إدراك أن نادي الاتحاد هو واجهة مُشرفة للكرة السعودية، ويجب أن يحظى بكل وسائل الدعم خاصة وأنه مقبل على بطولتين خارجيتين الأولى بطولة كأس العالم للأندية خصوصًا، وأنها تُقام لأول مرة في المملكة والثانية بطولة آسيوية؛ مما يقتضي وضع هذين الحدثين في عين الاعتبار من منظور وطني وترك أي «أعذار ومبررات» حتى وإن كانت صحيحة ذلك أن من بدأ المكارم فليُتمها؛ حيث بإمكانه -إن وجد- هناك ثغرة أو أكثر سدها.
-إن هذه المطالب لم تكن الغاية منها منح الاتحاد حق لا يستحقه أو وفق نظرة تغطيها «التعصب» بقدر ما أن الكرة السعودية، كانت مُقدمة على مشروع صادف موعد الإعلان عنه وتنفيذه وجود حدثين مهمين جدًّا الأول عالمي والثاني قاري، وفخر للاتحاد أن يكون “ممثلًا” للكرة السعودية فيهما أما القول “إن الميزانية لا تسمح”؛ فإن توقيت هذا العُذر أو المبرر «ليس وقته» ومرفوض شكلًا ومضمونًا؛ إذ كان من المفترض تسخير كل الإمكانات، وتذليل كافة الصعوبات ليظهر العميد، وهو في كامل قواه الفنية بدعمه بلاعبين نجوم؛ ليكملوا معادلة «بنزيما» والقوة الناعمة المرجوة منها، وهذا كان أفضل توقيت لإبرازها.

-الصورة الجمالية التي ظهر فيها الاتحاد مساء أول أمس الأحد على مستوى اللاعبين «العالميين» المتواجدين في صفوفه، وعلى مستوى المدرج الاتحادي، كانت كافية لتوجيه رسالة عميقة إلى كل من كانوا ضد مواصلة دعم نادي الاتحاد بما يستحقه ماديًّا وفنيًّا، ولكم أن تتصوروا لو أنصف الاتحاد بالموسم الماضي، كيف سيكون المشهد في بطولة كأس العالم للأندية وفي بطولة آسيا؟!
حتى فيما يخص بطولة الدوري؛ فمن المؤكد أن وضعه سنراه مختلفًا تمامًا، ولن يكون فريسة سهلة يستغل ضعفه وهوان حيلته كما حدث بالموسم المنصرم.

-عمومًا أعتقد الرسالة وصل جزء منها، ويقينًا بقية الأجزاء منها سنرى مؤثراتها الإيجابية على بطولة الدوري، وعلى المشروع في قادم الأيام -بإذن الله- وتوفيقه معيدًا ومكررًا القول والنصيحة “أنصفوا الاتحاد واتركوا التعصب”.

عدنان جستنية

كاتب وناقد صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى