المقالات

عامك حب يا وطني د. منى بنت صالح الحضيف

أشرقت شمس ميلاده باسمة.. وأنى لها ألّا تبتسم وهي تحتفل بميلاد دولة عُظمى تضاهي الشمس قوة وعزًا.. تزينت سماء أرضها الصافية بخضرة خفّاقة.. تصدح بالتوحيد والحزم.. إنها الراية الوحيدة على وجه الأرض التي لا تُنكّس.
​ ميلاد الوطن.. ميلادنا جميعًا.. عراقة أمجادنا.. وكيف لا نفخر ونحن في ظل دولة هزّت أرجاء العالم بقوتها التي لا تسمح لأحد التفكير في المساس بأرضها أو شعبها.. متوعدةٍ الضربَ بيدٍ من حديد لك لكن مفكرٍ بالاعتداء قريب أو بعيد.. فلم ترضَ التهاون وسلب الحقوق أو السماح بالفساد.. فبتنا مطمئنين.. نصحو والأمن يخالط أنفاسنا..
وطن يعتز بهويته وإرثه الثقافي والتاريخي، حرص منذ ميلاده الأول على غرس المبادئ والقيم في قلوب أبناءه حتى سارت في الوريد.. جاعلًا من دفء الأسرة وترابطها هدفًا لبناء مجتمع قوي يواصل مسيرة الوطن.. متخذًا من سعادة شعبه أولوية.. فهيأ لهم كل متطلبات الحياة الاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والترفيهية.. وجعلها متاحة لهم أينما كانوا.
كنا وما زلنا نحلم.. وها نحن نحقق أحلامنا ونراها ترتسم على صفحة أيامنا واقعًا جميلًا.. نسير في درب العلا متوشحين بالعزم والإرادة.. وبقوة إيماننا ويقيننا بخالقنا -سبحانه- مُهّد لنا الطريق وتذللت الصعاب.. فتحولت الجبال القاسية الوعرة، والصخور العنيدة إلى مناطق سياحية باسمة تفتح أذرعها للمصطافين.. وتلك المصائف بحدائقها الذابلة غدت جنات تسُرُّ الناظرين بألوان البهجة والسعادة، تفوح عبقًا مميزًا لا يمازحه عبير ورد آخر.. وها هي الشواطئ المهجورة بما تحتويه من أسماك متنوعة وشعب مرجانية فريدة متميزة.. أصبحت وجهات ملاحية وسياحية تحتضن زوارها ليكتشفوا أعماقها ويهنؤوا بالهدوء والاسترخاء بعيدًا عن صخب الحياة.
وعلى امتداد ٩٤ عامًا في ظل وطننا الحبيب.. لم نفقد طموحنا يومًا.. ولم يتوقف لحظة عن عطائه المستمر ودعمه لنا.. ففي كل عقد وكل مرحلة كنا نرى تطورًا وتقدمًا يتوافق مع كل فترة زمنية نعيشها.. محاولًا بذل جهده في تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق طموحاتهم. ومع إطلالة رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي وجّهت أنظارها للمملكة العربية السعودية باعتبارها “العمق العربي والإسلامي.. قوة استثمارية رائدة.. ومحور ربط القارات الثلاث”، لما تتميز به بلادنا من تضاريس جغرافية، وحضارية، واجتماعية متعددة؛ فقد سعت إلى تنظيم طريقة بنائها وفق ثلاثة محاور أساسية هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.. مما جعلنا نعيش تحديًا عظيمًا لنرى أحلامنا الكبيرة تنافس رؤى دول العالم.. فانطلقنا بخطى كبيرة لنسابق على مراكز عالمية متقدمة.. فإيمان المواطن بوطنه جعله يبذل له الروح.. ويهبه الغالي والنفيس من أجل تقدمه.. ولن تخيب آماله يومًا..
في يوم الوطن.. أبارك لوطني مجده وازدهاره.. دمت عظيمًا تحت راية والدنا الملك سلمان بن عبد العزيز.. وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.. ودمت منبع الحب ورمز العطاء.. ومتفردًا بشعب يرتوي بحبك..
كل عام وأنت لنا عزّا وفخرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى