المقالات

ذكرى أتحاد وتوحيد

٢٣ سبتمبر يوم الوطن الذي نتذكر به حجم التضحيات والبطولات التي خاضها جلالة المؤسس الهمام ورجاله الاعلام، في سبيل توحيد هذا الكيان فحققوا بذلك مجد تليد و أسسوا به صرح مجيد، بتوفيق الله عز و جل وعونه، فأستطاعوا توحيد هذه الرقعه الكبيره ببسالة واقتدارِّ فريد، فحق لنا أن نفخر بالإرث العريق والماضي العميق والتضحيه الخارقه، التي بذلها الرجال البواسل، الذين اتحدوا مع قائدهم ذو الهامة الشامخه وانضوو تحت راية واحده تحمل التوحيد لله نابذين بذلك الجهل والظلام، مشعلين قبس العلم والمعرفه والنمو والازدهار بتلاحمهم وترابطهم ، وجاء بعد أولائك الرجال الأشاوس العظماء أحفاد وابناء صانو المجد الرفيع وسهرو على حماية ونمو الصرح المنيع ، ملك تلو ملك، امتداداً من جيل إلى جيل ووطدو الصعاب من أجل رفعة هذا الوطن وعلو مكانته فنجدهم يتعاقبون على نموه و نهضته وتمتين بنيته التحتيه، وشعبهم يشاطرهم الهدف نفسه و الطموح ذاته والغايه واحده، لامبلغ لها سوا عنان السماء .

في هذا اليوم نتذكر من ضحوا وحاربوا بهدف التوحيد الذي ننعم في ظلاله الوارفه حتى الأن فحق علينا أن نعزز قيمة هذة التضحيه و هذا الإنجاز الذي جعل البنيان يمتد والرياده تتعالى والطموح يتزايد مع تزايد العز المديد وتوافر العيش الرغيد .

فلما لا نحتفي ونحتفل بهذا الحدث التاريخي الذي سطره الملك المؤسس – طيب الله ثراه – ورجاله الأوفياء فحق علينا أن نتذكر من ضحوا وحاربوا بهدف ترسية هذه البنيه الصلبه، نعم إننا مدينين لهم بذلك،وإحقاقاً للحق وجب علينا عدم نسيان تضحياتهم وإنجازتهم التي جعلت البنيان يمتد، كما أنه من الواجب علينا أن نعبر عن محبتنا لأرضنا ونترجم هذه المحبه التي تتدفق في دواخلنا وتمتد في أعماقنا وتنبض بها قلوبنا وفاءً وتسري في عروقنا عشقاً بكل صراحه، وجوباً لا تفضلاً فإعلان محبته واجبه شرعاً على الفرد تجاه وطنه كما عبر نبينا وقدوتنا
صلوات الله وسلامه عليه، عن محبته الفطريه لوطنه، وعلى سبيل المثال في ذلك ، عندما قدم اصيل الغفاري رضي الله عنه من مكة إلى المدينه بعد هجرة الرسول، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصيل كيف تركت مكه؟
فأجابه أصيل و وصفها بحالً جميله.
فقال له النبي: “كفى يا أصيل دع القلوب تقر لا تحزنى” .
لاحظ : ” دع القلوب تقر لاتحزنا” رغم أنه قد هاجر من مكه هجرة شرعية، إلئ أنه مازال متعلق بها محباً لها فهذا دليل قاطع على أن حب الموطن فطره متأصله في النفس البشريه، وإلا ماكان النبي ليحزن ويحن لشيء فارقه شرعاً، وفي حديث أخر نجد أن النبي طلب ربه فقال ” اللهم حبب إلينا المدينه كحبنا مكه و أشد” وفي هذا دلاله عظيمه على مشروعية بل ضرورة محبة الوطن والدعاء له، ومن المعلوم أن النبي لم يطلب ربه من أمور الدنيا شيئاً فمطالبه جميعها شرعيه ذات دلالات وأثار دينه، و في ذلك دليلُّ على أن هذه المحبه فطريه غريزيه وأنها مطلوبه شرعاً .
فللوطن منا المحبه والتبجيل وخالص الدعاء .

ختماً أسأل الله أن يغفر لمن وحدوا هذا الوطن وأن يرحم ملوكه ويحفظ قيادته ويزيد هذه البلاد عزه ورفعه وأن يديم أمنها وأمانها وأن يزيدها رفعة بنا ويزيدنا بها رفعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى