المقالات

الملك البطل

في يومنا الوطني الرابع والتسعين يتوجب علينا أولاً شكر الله جل وعلا الذي أنعم على هذه البلاد ووصفها بالبلد الآمن ، قال تعالى (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) ( سورة البقرة:126 ) ثم بعد الشكر لله لابد أن نترحم على الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، فما عمله هذا الملك البطل – طيب الله ثراه – يكاد يقترب من المعجزة ، كيف لا ، وقد أسس دولة شامخة مترامية الأطراف بل هي قارة بحجمها ومساحتها ، أسسها الملك عبدالعزيز من لا شيء ، ولملم شتاتها ووحد قبائلها ومجتمعها ، بعد أن كان مجتمعاً بدائياً متناحراً متحارباً وغير آمن ، حيث قيض الله ذلك الرجل العظيم ووفقه وأيده بتأييده ، فكان بمثابة المجاهد المنقذ الذي انتشل أرض الجزيرة العربية من الجهل والتخلف والتفرقة والتشرذم ، إلى آفاق العلم والتقدم والتوحد في إطار دولة نظامية آمنة مستقرة ، وبعد ذلك الجهد السعودي التأسيسي على يد صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – خلفه أبناءه الملوك البررة ( سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ) رحمة الله عليهم جميعاً ، فساروا على نفس الطريق وذات المنهج ، الكل يحافظ على البناء ويواصل التطوير من حيث انتهى سلفه ، حتى وصلنا إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ، فتبوأت المملكة العربية السعودية مكاناً مرموقاً وموقعاً ريادياً على مستوى العالم في كافة المجالات ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى الذي اختص هذه البلاد المباركة ، كونها مركز الأمة الإسلامية وقلبها النابض باحتضانها الحرمين الشريفين اللذين تهفو إليهما قلوب المسلمين ، وتتجه الوجوه إلى الكعبة المشرفة ، بفيض من المشاعر والأحاسيس الروحانية الإيمانية والسلوكية ، كل يوم خمس مرات لأداء الصلوات المفروضة ، هذا فضلاً عما حققته بلادنا من الرشد السياسي الذي منحها ثقلاً ومكانة دولية مرموقة على مستوى دول العالم ..
ولا شك أننا جميعاً كمواطنين سعوديين نفخر بهذا الوضع المتميز لبلادنا الحبيبة ، ولكن علينا أن ندرك أن عيون الآخرين تراقب تصرفاتنا وأعمالنا ، خصوصاً عندما نحيي ذكرى يومنا الوطني المجيد ، وبالتالي فإن السلوك الحضاري هو مطلب ضروري للتعبير عن فرحتنا وابتهاجنا بيومنا الوطني ..
ولعلي هنا أذكر بعض المظاهر التي يجب أن نصنفها من صميم الوطنية الصحيحة تجاه هذا الوطن العظيم ، فنحن حقاً وطنيون عندما نرفع رأية التوحيد لا إله إلا الله محمداً رسول الله ، لأننا نرفع في ذات الوقت علم بلادنا وعزها وفخرها ، وبالتالي يجب علينا رفع هذه الرأية وذاك العلم فوق الرؤوس ولا نضعه إلا في المكان الذي يليق به ، ونحن أيضاً وطنيون عندما نحترم أنظمة المرور ونتقيد بتطبيق القيادة الآمنة في شوارعنا ، ونحن وطنيون عندما نحافظ على الممتلكات العامة والمقدرات الوطنية التي سخرت من أجلنا ولخدمتنا ، ونحن وطنيون عندما نتعامل مع ضيوفنا ( حجاج ومعتمرين وزوار وسياح ) بالترحاب بالكلمة الطيبة والسلوك الحسن ، ونحن وطنيون عندما نتحلى بالمروءة والشهامة والنبل والكرم والصفات الحميدة في جميع شؤون حياتنا ، ونحن وطنيون عندما نكون سفراء راقين نمثل بلادنا في الخارج خير تمثيل ، ونحن وطنيون عندما نتعامل مع أنفسنا ومع غيرنا بأخلاقنا الإسلامية وأصالتنا السعودية ، ونحن وطنيون عندما نساعد المحتاج ونساند المتعثر ، ونحن وطنيون عندما تسود المحبة والعدالة بيننا وتغيب البغضاء والكراهية والظلم ، ونحن وطنيون عندما نستثمر أوقاتنا بما يفيدنا علماً وعملاً ، ونحن وطنيون عندما تتوحد صفوفنا وكلمتنا لخدمة بلادنا ، ونحن وطنيون عندما ننبذ العنصرية والطائفية ونفتخر بالهوية الوطنية ، ونحن وطنيون عندما نردد ( عاش سلمان ) في أي مناسبة وطنية دون إخلال بالأمن أو إرباك للحركة المرورية ، ونحن وطنيون عندما نستمتع بإجازة اليوم الوطني وندعو لبلادنا بمزيد من التقدم والرخاء والأمن والاستقرار . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com