المقالات

بك أفاخر

للتاريخ أيامه، وللأيام ذكراها، وللمجد عنوانه، وللعنوان “تنصيص” تقف قبله لتصحح أرضية تستوعبه، وتنتهي بعده لتكتفي به عن كل ما بعده، ولعلنا هنا نقف لنسمع، ونسمع لنعي، ونعي لنفخر، فلدينا الكثير في ذلك العنوان مما يستحق الفخر ويبعث الزهو ويحقق التباهي في هذا العالم.

في رحاب الذكرى تنصت الروح لتستمع، وتقف على التاريخ لتنشد صوتاً لا يشبه صوتها المعتاد، فيعتمرها نغمة الماضي بكل ما فيه، ولعل ذلك التاريخ ينصف مستقبلنا وماضينا وحاضرنا أكثر من أي شي، خاصة مع ما يحمله من رسوم ووسوم ونقاط للتحول وتحولات تلهم العالم.

الـ 23 من سبتمبر انطلقت المملكة بمسماها الجديد (المملكة العربية السعودية) بعد أن كانت مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها وكأن هذا التغيير إذآن بالرحلة الجديدة في تاريخ الكيان، لتتمثل الحضارة باسمها الجديد، تحت قيادة طموحة، وشعب ملهم، وهمم تجمع في داخلها أسلوب جديد اعتادت أن تعطي درساً للعالم.

في ذلك اليوم البعيد بدأت رواية المجد، ودوّن المؤسس طيب الله ثراه أول حروف القصة بالاسم الجديد، وتحررت مدونة النهضة والرقيّ والتنافس والمضاء، نحو القيمة التي يستحقها هذا الوطن بكل ما يحمل ممن ممكنات ليقول “نملك ما يستحق لـ لريادة ونحمل في طياتنا ما يؤهل لـ لقيادة، فاجتمعت القيم واستهلت المبادئ وأشرقت شمسها من جديد بصورة مجيدة في رحاب العالم

المنجزات شاهدة على الخطوات، والثمرة محصلة الجهد، وهنا و- لله الحمد- وبعد تلك السنوات نجدنا نسبح في كم من تلك الثمار، ونقف بكل تجليات السرد على خطوات المجد، فخطوة المؤسس كانت بمثابة فتح الطريق لـ أبنائه البررة في تحقيق ما رسم، وإعلاء ما بدأ، فكانوا نعم الخلف لذلك السلف وحسبك من هذا ماهي المملكة (الآن) في هذا العالم.

نحتفل اليوم في يومنا الوطني 94، وهي وقفة لاستذكار الماضي وما أثقله والحاضر وما يحمله والمستقبل وما نؤمله، ونبني صورة للجيل تحكي الوطن بنغمة أهلة وترسمه بريشة أبناءه، وتخبر القادمين من المستقبل أن هذا الوطن هو أغلى ما تكوّن في كل هذا العالم.

ختاماً.. بك أفاخر في هذا العالم.

رياض بن عبدالله الحريري

كاتب وصانع محتوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى