فوقَ حدِّ المُحالِ هذا المدارُ | فهوَ نُورٌ، وجنّتانِ، ونارُ |
وهوَ من دِيمةِ الجلالِ مصفّى | وهوَ من فتنةِ الجمالِ مُثارُ |
وهوَ للحُبِّ ساعدانِ وصدرٌ |
وهوَ للمجدِ قُبّةٌ ومزارُ |
وهوَ سرٌّ ما فسّرته الليالـي | وقليلٌ أن تُدرَكَ الأسرارُ |
ينحني الشّعرُ في هواه خُشوعًا | ولماذا لا تنحني الأشعارُ؟! |
وهوَ سِفْرٌ من الخلودِ، وكِبرٌ | عربـيٌّ، وفكرةٌ، وابتكارُ |
وصباحٌ شقَّ الظلامَ، ووعـيٌ | نبويٌّ، شاءت به الأقدارُ |
منذُ فجرِ التاريخِ والدّارُ مجدٌ | يتوالـى، ونهضةٌ، وانتصارُ |
عاش حُرّاً، فكلُّ ذرّةِ رملٍ | في بلادي نواتُها أحرارُ |
فعلـى سِحْرِه تُقامُ اللّيالــي | وعلى (نِجْرِه) يقومُ النّهارُ |
وإلى أرضِهِ تتوقُ نُفوسٌ | أرهقتها في ركضِها الأوزارُ |
وإلى وجهِهِ تدورُ البرايا | وعلى رأيه القرارُ يُدارُ |
فوقَه أذّنَ (الخليلُ) فسالت | فكرةٌ حُرّةٌ، وحرفٌ يَغارُ |
حملتها الأجيالُ جِيلاً فجيلاً | ليسَ في وقفةِ الخلودِ خِيارُ |
يطلبُ المجدُ عاشقاً بدويًّا | لا يُداري، له مع المجدِ ثأرُ |
صَفَحاتٌ من الضياءِ، وسِفْرٌ | من فُيوضاتِه الضياءُ يحارُ |
كلُّ فصلٍ يقول: فينا ومنّا | إنما يُنجِبُ الكبارَ الكبارُ |
نحنُ نَفْحٌ من عطر (طه) طواه | بين جنبيهِ للبريّةِ (غارُ) |
نحنُ من دوزَنَ الحياةَ إخاءً | موسقوه (المهاجرونَ والأنصارُ) |
نحنُ (عبدُ العزيزِ) نحنُ (معزّي) | و(مَعزّي) ضرورةٌ واختيارُ |
نحنُ عصرُ الإبداعِ نحنُ (محمّدْ) | واحدٌ وهو كوكبٌ سيّارُ |
نحنُ هذي الجبالُ تمتدُّ زهوًا | نحنُ هذي البحارُ، هذي القِفارُ |
نحنُ هذي النخيلُ تختالُ عِزّاً | نحنُ سحرُ الصحراءِ نحنُ العَرارُ |
مُذْ وَعينا، ونحنُ ننداحُ غيمًا | أينما سارَ تنبُتُ الأشجارُ |
ما اعتذرنا مهما لَوتْنا الليالـي | في هوانا لا تُقبَلُ الأعذارُ |
ولَقِينا مِمّن نُحِبُّ التّجافـي | ولقد يُوقِظ الشجى ا لمِزمارُ |
وكَتمْنا غيظَ النُفوسِ، وقُلنا: | اغفروها، وربُّنا الغفّارُ |
لا أرحْنا الخُطى، وهم ما استراحوا | كما أداروا لنا، ولفّوا وداروا |
وسطعنا نجماً، وسِلْنا ضياءً | حين يبدو تساقطُ الأسوارُ |
ومتى كان للنُّجومِ حِجابٌ؟! | ومتى صَحّ للنسيمِ حِصارُ؟! |
كُلّما أسرجوا من الحِقدِ رِيحاً | هبّ مِن فوقِ ريحِهم إعصارُ |
هذه سُنّةُ الحياةِ صراعٌ | دونَ هذا لا يستقيمُ المسارُ |
ولهذا يطفو على الودِّ حِقدٌ | وعلى الخير يُورِقُ الأشرارُ |
ويُعادِي مُتيّماً بالمعالـي | مُجدِبٌ مجدُهُ عَوارٌ وعارُ |
أُفْقِ أحلامِنا بدونَ حُدودٍ | فوداعاً، كي لا يفوتَ القطارُ |
ليسَ في رحلة الخلودِ وقوفٌ | عند صعبٍ، وليس فيها انتظارُ |
أبلِغوهم كي يفهمونا بِعُمقٍ | أنّ أغلى ما يُملكُ الأفكارُ |
فكرةٌ تصنعُ الحياة، وأخرى | صُنعُها كُلُّه دمٌ ودمارُ |
وليرونا بفِكرنا كيف صرنا؟ | وليروهم بفكرهم كيف صاروا؟ |
1
ياسلام عليك يا زهراني ياسلام حلقت عاليا
… كما أداروا خلل والله أعلم ولكن هذا الإبداع يشفع