المقالات

اغنيةعلى شرفة حلم اخضر.

فوقَ حدِّ المُحالِ هذا المدارُ فهوَ نُورٌ، وجنّتانِ، ونارُ
وهوَ من دِيمةِ الجلالِ مصفّى وهوَ من فتنةِ الجمالِ مُثارُ
وهوَ للحُبِّ ساعدانِ وصدرٌ

وهوَ للمجدِ قُبّةٌ ومزارُ

وهوَ سرٌّ ما فسّرته الليالـي وقليلٌ أن تُدرَكَ الأسرارُ
ينحني الشّعرُ في هواه خُشوعًا ولماذا لا تنحني الأشعارُ؟!
وهوَ سِفْرٌ من الخلودِ، وكِبرٌ عربـيٌّ، وفكرةٌ، وابتكارُ
وصباحٌ شقَّ الظلامَ، ووعـيٌ نبويٌّ، شاءت به الأقدارُ
منذُ فجرِ التاريخِ والدّارُ مجدٌ يتوالـى، ونهضةٌ، وانتصارُ
عاش حُرّاً، فكلُّ ذرّةِ رملٍ في بلادي نواتُها أحرارُ
فعلـى سِحْرِه تُقامُ اللّيالــي وعلى (نِجْرِه) يقومُ النّهارُ
وإلى أرضِهِ تتوقُ نُفوسٌ أرهقتها في ركضِها الأوزارُ
وإلى وجهِهِ تدورُ البرايا وعلى رأيه القرارُ يُدارُ
فوقَه أذّنَ (الخليلُ) فسالت فكرةٌ حُرّةٌ، وحرفٌ يَغارُ
حملتها الأجيالُ جِيلاً فجيلاً ليسَ في وقفةِ الخلودِ خِيارُ
يطلبُ المجدُ عاشقاً بدويًّا لا يُداري، له مع المجدِ ثأرُ
صَفَحاتٌ من الضياءِ، وسِفْرٌ من فُيوضاتِه الضياءُ يحارُ
كلُّ فصلٍ يقول: فينا ومنّا إنما يُنجِبُ الكبارَ الكبارُ
نحنُ نَفْحٌ من عطر (طه) طواه بين جنبيهِ للبريّةِ (غارُ)
نحنُ من دوزَنَ الحياةَ إخاءً موسقوه (المهاجرونَ والأنصارُ)
نحنُ (عبدُ العزيزِ) نحنُ (معزّي) و(مَعزّي) ضرورةٌ واختيارُ
نحنُ عصرُ الإبداعِ نحنُ (محمّدْ) واحدٌ وهو كوكبٌ سيّارُ
نحنُ هذي الجبالُ تمتدُّ زهوًا نحنُ هذي البحارُ، هذي القِفارُ
نحنُ هذي النخيلُ تختالُ عِزّاً نحنُ سحرُ الصحراءِ نحنُ العَرارُ
مُذْ وَعينا، ونحنُ ننداحُ غيمًا أينما سارَ تنبُتُ الأشجارُ
ما اعتذرنا مهما لَوتْنا الليالـي في هوانا لا تُقبَلُ الأعذارُ
ولَقِينا مِمّن نُحِبُّ التّجافـي ولقد يُوقِظ الشجى ا لمِزمارُ
وكَتمْنا غيظَ النُفوسِ، وقُلنا: اغفروها، وربُّنا الغفّارُ
لا أرحْنا الخُطى، وهم ما استراحوا كما أداروا لنا، ولفّوا وداروا
وسطعنا نجماً، وسِلْنا ضياءً حين يبدو تساقطُ الأسوارُ
ومتى كان للنُّجومِ حِجابٌ؟! ومتى صَحّ للنسيمِ حِصارُ؟!
كُلّما أسرجوا من الحِقدِ رِيحاً هبّ مِن فوقِ ريحِهم إعصارُ
هذه سُنّةُ الحياةِ صراعٌ دونَ هذا لا يستقيمُ المسارُ
ولهذا يطفو على الودِّ حِقدٌ وعلى الخير يُورِقُ الأشرارُ
ويُعادِي مُتيّماً بالمعالـي مُجدِبٌ مجدُهُ عَوارٌ وعارُ
أُفْقِ أحلامِنا بدونَ حُدودٍ فوداعاً، كي لا يفوتَ القطارُ
ليسَ في رحلة الخلودِ وقوفٌ عند صعبٍ، وليس فيها انتظارُ
أبلِغوهم كي يفهمونا بِعُمقٍ أنّ أغلى ما يُملكُ الأفكارُ
فكرةٌ تصنعُ الحياة، وأخرى صُنعُها كُلُّه دمٌ ودمارُ
وليرونا بفِكرنا كيف صرنا؟ وليروهم بفكرهم كيف صاروا؟

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى