يسمـو النـخيـلُ بعيـداً لا يـروِّعُــهُ
سِـربُ الذبابِ ولو زادتْ مجامعُـهُ
يحومُ حولَ عذوقِ التمـرِ مختلسـاً
حتى إذا ذاقــهُ باللَّـعنِ يـتُـبـعُــهُ
يقولُ للنخلِ يا منْ طلتَ في شممٍ
أنا الشقـيُّ الذي هبَّـت مـواجـعُـهُ
قـد جئتُ أعبث لا أخـلاقَ تمنعـني
وكيفَ يُمنَعُ من في الوحلِ موقـعُـهُ
وبعد أن تنتهي أسبـاب خـسَّـتــهِ
قـال الوداع إلى يــومٍ نـراجـعُــهُ
طبـعُ الوضيعِ تمـادى في وضاعتهِ
وظـنَّ جهلاً بأن النَّـخـلَ يسـمـعُـهُ
سـربٌ يحـلُّ وأســرابٌّ مغـــادرةٌ
والنَّـخـلُ يثبـتُ لا ريحـاً تزعـزعُـهُ
نخـلٌ إذا عنَّـتِ الأحداثُ جـائـــرةً
طُوَيـقُ باذنِ القـويِّ الحـقِّ يمنعُــهُ
و إنْ تمادتْ ريـاحُ القحـطِ عارمــةً
تأبـى السَّـراةُ وبالأنـواءِ تـجـمـعُـهُ
نجـمُ الشمـالِ له حِـرز ٌ يسـامــرهُ
وفي الجنوبِ سخاءُ الغيثِ يُمتعُـهُ
نُعِـدُّهُ النَّـخــلَ إلا .. أنَّـهُ وطــنٌ
رمـزُ الأصـالةِ من فيها ينـازعُــهُ
مجـذَّرٌ في عميقِ المجـدِ مـرتبـطٌ
بالآلِ والصحـبِ بالقـرآنِ نتـبـعُــهُ
نـداؤهُ سنَّـةُ المبعوثِ ما دخلـت
عليـهِ ترنيمـةٌ بالشـركِ تـرفـعُــهُ
بنخبـةٍ أنجزت في الأرض وحدَتهـا
فبـدَّلت خـوفَـها أمنـاً مـرابـعُـــهُ
وأصبحَ الخيـرُ قنديـلاً يضيءُ لهم
دربَ التفـوُّقِ والإحسانُ يصنعُـهُ
والفضلُ عند خيارِ الناسِ موعظـةٌ
وأبلـغُ الوعـظِ ما طابت منـابعُــهُ
..