المقالات

توصيل «الجواز» الإلزامي

أشَدتُ وأثنيتُ في أكثر من مقال سابق على الجهد الخدمي التقني الذي تقدمه إدارتا الأحوال المدنية والجوازات، ولا يُنكر جهدهما في هذا المجال إلا جاحد أو ناكر.

مقالي هذا أخصصه للجوازات فقط، فهي المعنية بما سأطرحه اليوم. وكما أشَدتُ سابقًا، ولا زلتُ أشيد أنا وغيري ممن استفادوا ويستفيدون من التقنية العالية والخدمات المميزة التي تقدمها إدارة الجوازات للمواطن والمقيم على حد سواء.

لكن لا يمنع من استعراض ملاحظة – أراها من وجهة نظري – سلبية ولا تتوافق مع جملة التقنيات والخدمات التي تقدمها الجوازات. هذه الملاحظة تتعلق بالإجراء الإلكتروني عبر “أبشر” عند تجديد جواز السفر. الحاصل حاليًا هو عمل التجديد، وعند اكتمال الطلب لا يُترك خيار لمن لا يرغب في توصيل الجواز الجديد، بل يجب على الجميع القبول بدفع قيمة التوصيل للمنزل بمبلغ (40) ريال لكل جواز سفر.

القيمة المذكورة لا تقتصر على مظروف واحد، بل لو كان المظروف بداخله أكثر من جواز سفر لأسرة واحدة تسكن في منزل واحد، فإنه يتعين على رب الأسرة دفع (40) ريال لكل جواز سفر على حدة، مع أن مندوب الجوازات الذي أحضر المظروف هو شخص واحد، وفي مشوار واحد لمنزل واحد.

هل هذا الإجراء معقول ومقبول؟

الأمر لا ينتهي هنا، بل يجب على أصحاب الجوازات مراجعة إدارة الجوازات شخصيًا ومعهم جوازاتهم القديمة لتسليمها وتخريمها بعد تفعيل الجوازات الجديدة.

والسؤال: طالما أن صاحب الجواز مطلوب حضوره للجوازات لتسليم الجواز القديم، فلماذا لم يُعطَ من الأساس خيارًا أثناء إجراء التجديد، ليختار عدم التوصيل ويذهب بنفسه لاستلام الجواز الجديد وتسليم القديم؟

قد يقول قائل إن خدمة التوصيل مريحة، وأنا أقول نعم، هي مريحة لو لم يتبعها مشوار آخر للجوازات لتسليم الجواز القديم. طالما أن المشوار حاصل لا محالة، فالأولى توفير (40) ريال لمن لا يرغب في التوصيل، خصوصًا من لديه أسرة كبيرة، مما قد يُكلفه مبلغًا ليس بالقليل.

أتمنى من إدارة الجوازات الموقرة إعادة النظر في هذا الأمر، فهدفها – بلا شك – تقديم الخدمة بأفضل الطرق وأقل التكاليف، مع تحياتي لجميع المخلصين لهذا البلد المعطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى