المقالات

الطلاب وضعف الدافعية للتعلم

ظهرت مؤخرًا في مدارسنا معضلة كبيرة بين أبنائنا الطلاب، رغم ما تبذله حكومتنا الرشيدة من جهود لتحسين جودة التعليم ومخرجاته وأدواته وبيئاته التعليمية. تتمثل هذه المعضلة في تدني مستوياتهم الدراسية وضعف تحصيلهم العلمي، حيث بات الكثير منهم ليس لديهم رغبة أو دافعية في ممارسة نشاطات التعلم، سواء في المدرسة أو في البيت. تلك الدافعية التي تُعد الحافز والمحرك للطلاب من أجل الجد والاجتهاد والمثابرة في تحصيلهم العلمي تداخلت مع عوامل عديدة، مثل اهتمامات الطلاب وقدراتهم العقلية ووجود صعوبات تعلم أو تشتت انتباه لديهم.

ومما لا شك فيه، فإن التنافس في أي مجال من مجالات الحياة يشكل حافزًا إيجابيًا يسهم في الإبداع والإنتاج. وعلى ذلك، فإن تنافس الطلاب داخل فصولهم الدراسية مع أقرانهم يُعد تنافسًا محمودًا لأنه يعد القوة المحركة لكل طالب طموح من أجل حصد أعلى الدرجات والتفوق. كما أنه يجعل الطلاب يظهرون طاقاتهم الكامنة، وهو من الخصال التي يجب أن تكون أساسية بالنسبة للطلاب حتى يضمنوا نجاحهم وتفوقهم. كذلك، يجب على الأسر أن تجعل من التنافس في طلب العلم منهجًا وسلوكًا لدى كافة أبنائهم. كما أنه بات على المربين والمعلمين إعادة بث روح التنافس الشريف بين طلابهم وتحفيزهم، وتذليل كل الصعوبات التي تواجه أجيال هذا الزمان، حتى نستعيد تلك الهمم التي كانت سائدة في مدارسنا. فشحذ الهمم وتعويد الطلاب على التنافس داخل حجراتهم الدراسية يقودهم نحو التفوق والابتكار.

وأخيرًا، فإن الشباب اليوم يواجهون عصرًا تتضارب فيه القيم، وتتصارع فيه معايير السلوك، بفعل تعدد الملهيات والمغريات اليومية، مما ولد حالات من الصراع في دواخلهم. فوقعوا تحت طائلة هذه الملهيات التي أدت بهم إلى موجة من فقدان الإحساس بالانتماء للذات، فتولد عن ذلك إحساسهم بالضياع والتفكك في مستوى العلاقة مع مدارسهم ومناهجها التعليمية. ونتج عن ذلك ركود في الطموحات، واستسلام لليأس، وتشتت في رسم الخطط الجادة لمستقبلهم العلمي والمهني. وعلى ذلك، بات من الضروري على جهات الاختصاص التعامل مع حالة فقدان الدافعية لدى معظم الطلاب بشكل عميق، ودراسة أسبابها بشكل دقيق ومفصل من الناحية الاجتماعية والتعليمية، وإيجاد حلول عاجلة وطويلة الأمد من أجل العودة بطلابنا نحو علو الهمة. لا سيما ونحن مقبلون على العالم بكل قوة وعزيمة وإرادة من خلال رؤية 2030 التي جعلت من التعليم أحد الركائز الأساسية لنجاح هذه الرؤية المباركة.

وخزة قلم:
قال أحد الشعراء:
“لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُه
لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبِرا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى