يارَجْفَةَ الخوفِ عِندي اللَّيلُ يَغْتَسِلُ
ويستَجِمُّ على أَعْطَافِهِ الأَمَلُ
وعَصْفُ وادي الظَّمَا في أنْهُرِي وَتَرٌ
صُداحُهُ الأُنسُ والسَّلوى لَهُ ظُلَلُ
ماخالطَ الوَهْنُ ثوبي، فالرِّضا مَدَدِي
وأسطُري ابتَهَجَتْ في فَيئِهَا الجُمَلُ
يانفحةَ الطِّيبِ هاديني الصَّفَا فيدي
في حُظْوَةِ السُّحبِ بالأفراحِ تتَّصِلُ
وَوَحشَةُ القَحطِ أَمْسَتْ روضتِي وأنا
أَجوبُ خُضرِي وبالإشراقِ أكتَحِلُ
ذِي هامتي فوقَ هامِ النُّورِ قد رَسَمَتْ
بزوغَ فجري، فَلا حُزنٌ ولا وجلُ
ولا اغترارٌ بسيفِ الطينِ إنْ سُلِبَتْ
منهُ العيونُ وأوهى عزمَهُ الدَّخَلُ
لن تعرفَ الغُصَّةَ الرَّعناءَ ناصيةٌ
كانت بقلبِ الوَفا بالصِّدقِ تبتهِلُ
ولَنْ تَغِيبَ مُزونُ الرُّوحِ حيثُ ندى:
وَكَّلْتُكَ اللهَ أمري حيثُ أرتَحِلُ!
من ذلكَ الغَارِ كانَ الأمنُ وَحْي صدى
فَتْحِ الفُتُوحِ، وكانَ الكونُ يَحْتَفِلُ
وكانَ يجمعُ راياتِ السلامِ على
طَوْدٍ يُعَلِّمُ كيفَ البدرُ يكتَمِلُ
وَيُقْرِئُ النارَ سِفرَ الماءِ قبلَ لَظى
ترائبِ الشوكِ إنْ سالت بها السُّبُلُ
يا جنةَ الغارِ، عهدُ الضَّارياتِ مضى
وصرتُ فيكِ بِبَردِ الأمنِ أشتَمِلُ !