*أقول قارئاً مقتبساً
الحال أكثر إلى درجة قد يصبح بالنسبة لنا مجرد (متعة جمالية، وعنصر تكميلي للثقافة)..
** وروايات وقصص (عبده خال).. افتتحت هنا دروساً حول علم الجمال (الاستتيقا) رغم تقديره الذاتوي لإبداعات معاصريه وسابقيه فتأكدنا من هوية روائية لا تحيل على الآخر، هوية هاربة في انعكاس مراه لهذا الأدب الغرائبي الذي لا يبدأ بفنونه سوى مع الفلاسفة المشهورين امثال (ابن رشد) برعايته للتزاوج الواقعي بالمتخيل في هيمنة تثير بحثاً كيما تجمع بين الحلم والأرق.. وبين اليقظة وحلزونية الخدر الذهني المفتوح على الهروب!!
بالحبكة والاستيفاء وانسياب السحر!!
** وكقارئ.. اتأمل (عبده خال) بالبهاء والمساء الناعم وبكل العطر بألوانه ونداءه وبكل الوميض والهتاف والطيبة.. بل وبنشوة الفكر والأدب والفن وسخائها.. لأنه يشعل فتيل الابداع مذ قدم تجربته الروائية (افق التحولات في الرواية العربية) مروراً (بحوار على بوابة الأرض) و(لا أحد) و(ليس هناك ما يبهج) و(الموت يمر من هنا) و(حكايات المداد) و(مدن تأكل الشعب) و(من يغني في هذا الليل) و(الأيام لا تخبئ أحدا) و(الأوغاد يضحكون) و(الطين.. ذلك البعيد كان أنا).. وحتى مخطوطه (عيون تحرق ما تبقي رواية) و(دهشة لوميض باهت محاورات للوصول إلى الأصعب) و(.. تسجيل لأساطير جنوب الجزيرة العربية) و(ذاكرة جدة المنسية..) كما أنه حكاية وحكاية وكمشاهدات في زمن مضى..
• و(عبده خال).. أكبر من أن أكتب عنه!! كوني أرى في فكره ومنهاجيته وأساليب كتاباته الروائية وميض العشق الابتكاري والولع وطموح أرضه ومحبيه وطموح الأقحوان والورد والفل الجنوبي الذي ينعش المساءات والصباحات ويزهر في كل عشية ذلك الفرح المستيقظ بالأمل المنتشي الجذلان.. يصف ويفسر بمنظور البحث في مجال العلوم الانسانية وبالتركيز على دور أسئلة منهج الرواية في ما بعد تطوير آليات الخطاب المتعلق بالنص القصصي والروائي وفق مقاربات همت:
1 – النقد الواقعي الاجتماعي الانساني..
2 – والبنية التكوينية للإنتاج النصي..
3 – والشكلانية البنيوة الكفيلة بتجاوز كل التباس طارئ محيط بعلاقة التأمل والتركيب ضمن التساؤل الروائي فقط!!
4 – وسيمائيات التفكير من ناحية (الإنتاج النصي) وعدم انفصاله عن الشروط المصاحبة (للتلقي النقدي)!!
** والقارئ لـ(عبده خال) يعتقد أنه يبث في الرواية والقصة نفساً جديداً (حماساً وفردانية قوية) وبقدرات ذاتية.. ليس على شاكلة قول (نوفاليس) حيث قال بغموض (أيها الأدب الخالد، إبق في العالم.. ولا (تغادره) والعياذ بالله.. ولكن ربما على رأي (ليشندورف).. الشاعر والروائي هما قلب العالم.. لأنه يرتسم في ذاته (عبده خال) فهماً لا يبحث عن المجد الفني الأدبي الثقافي بهالة حارقة مشعة كم تمنى فنانو وروائيو عصر النهضة الأوروبية أن تكلل رؤوسهم..
** (عبده خال).. ارتبطت شخصيته باصرار وقوة المنهجية الروائية التي تجلي تصوراته النظرية ومعاناته الانسانية وواقعيته الاجرائية القادرة على تجاوز النسبية حين تحلل الرواية الواحدة في ضوء التراكم النصي..
وحين دعي للمشاركة في إحياء الأمسيات القصصية في بلادنا وخارجها.. وكُرِّم في المهرجانات العربية وفي الاثنينية.. وكوفيء بالشهادات والأوسمة والنبل!! وكتب وكتب هنا وهناك بل.. وترجمت له العديد من القصص للانجليزية والفرنسية.. إلا لكونه شخصاً وثالاً للانتاج النصي الروائي يتسرب به إلى الاعجاب بكافة انتماءات الفكر والأدب.. مثل شعاعات الشمس التي لم تكن قط لمحبيها فقط.. ولأنه أسرج لذاته (قياسات) جعلها تتحول من (المتخيل الروائي) إلى مادة نظرية طورت الوعي بهذا الفن واثارت الاهتمام بشأن علاقته بالطموح المعرفي الذي عرفته (العلوم الانسانية) عامة، والدراسة الفكرية الادبية الروائية في اقتران بهذا الافق.. ما جعلنا (كقراء) نؤكد أن (الكتابة الروائية السعودية) لها بالفعل تقنياتها التعبيرية في فضاء عربي متطور و(بخطاب خاص) ساهم في تغيير فهم سؤالنا المنهجي وتداولياتنا الجمالية في التناص وتخصيب المفاهيم الروائية واثرائها بما يناسب نسق الثقافة وطبقات النصوص الأدبية:
** إذن.. (فعبده خال).. عَمّق (ثوابت المتخيل الروائي) على الأقل لشخص مثلي تعجبه لعلع الأحرف واللغة المتصاعدة وحكايات الدوح والأملود والألماس.. والريحان!!
بل.. أسرج (عبده خال) لذاته خيلاً جامحة.. ظل هو فارسها وفاتح أندلس اعماقها.. وفردوسها!!
** فلم.. لا نحدج بنظراتنا في عطاءاتها، طالماً حملت ذلك “الكنز السري” من “الوجدانية.. والعقلانية.. والانسانية”!!؟
……
* كاتب وناقد صحفي أكاديمي أستاذ الإعلام النفسي النفسي